صدحت ألحان بليغ حمدي في أرجاء مسرح فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وحضر طيف «ملك الموسيقى» في أمسية موسيقية هادئة إلا من صوت آلات احتضنها عازفو فرقة الموسيقى في فرع الجمعية، مساء أمس الأول. وانساق جمهور الأمسية وراء الألحان التي أدار دفتها الموسيقار سلمان جهام. ورافقت الدهشة الجمهور حتى بعد انتهاء الأمسية، عبر أحدهم عن ذلك ب «من كان يحلم بحفلة موسيقية حية لبليغ حمدي؟، وأين؟ في الدمام!». ويظهر أن جهود سلمان جهام وفرقته الموسيقية آتت أكلها، وما يلفت الانتباه أن أعضاء الفرقة سعوديون، توجوا رؤوسهم بالغترة والعقال، فيما أيديهم تعاملت مع الآلات باحتراف. وضمت الفرقة كلاً من حسين الحاتم على آلة «الأورج»، وعلى «الكمان» فؤاد المشقاب وصالح الكليبي وزياد طارق وناصر السعيد، وعلى «العود» حمد الشريد، و«القانون» عبدالعزيز بوسعود، فيما تولى حمد خليفة وعلي راشد «التشلو»، واستلم أحمد العطاس ومحمد طارق وتوفيق إبراهيم وعبدالله العوام «الإيقاع». وعزفت الفرقة عدة مقطوعات للملحن بليغ حمدي، التي لحنها لعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وميادة. ويظهر من اختيار المقطوعات الموسيقية اختصارا لتاريخ حمدي الموسيقي، وأول أعماله مع الفنانين التي مازالت أصداؤها تتردد إلى الآن. وأدت الفرقة ألحان «سيرة الحب»، و«أنساك» و«زي الهوى»، و«ألف ليلة وليلة». وولد بليغ حمدي في السابع من أكتوبر من عام 1931م، وأتقن العزف على العود في التاسعة من عمره، والتحق بكلية الحقوق في الوقت الذي انضم إلى معهد فؤاد الأول للموسيقى. ولحن حمدي عشرات الألحان لكل من أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ووردة الجزائرية وشادية ونجاة وصباح وسميرة سعيد وميادة الحناوي وعزيزة جلال، وعلي الحجار. واهتم حمدي بالمسرح الغنائي وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبريتا استعراضيا.