دعا مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إلى بيان حقيقة دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم أجمع، وإيضاح أن شريعته ناسخة لجميع الأديان والشرائع. جاء ذلك خلال كلمته في الندوة العلميّة التي نظمتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مساء أمس الأول، بعنوان «من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم على أمّته»، بالتعاون مع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، برعاية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد. وشارك في الندوة كل من أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس، وأدارها الأمين العام للهيئة الدكتور عادل الأمين. وذكر آل الشيخ أن من حقه، صلى الله عليه وسلم، أن نحكم سنته ونتحاكم إليها، ونرضى بها وتنشرح صدورنا بها، والذين ينادون بتحكيم غير الشريعة أو يرونها غير مؤهلة أو ناقصة فهم في خطأ وضلال. أما الدكتور السديس فقال إن الحديث عن الحقوق، يأتي في زمن تحتاج فيه الأمة إلى التأصيل في هذه القضايا، مع وجود الشقاق والخلاف والفرق التي يزعم بعضها القرب من النبي صلى الله عليه وسلم. ودعا إلى استخدام وسائل التقنية الحديثة لبيان حقيقة سنته، قولاً وعملاً ومنهاجاً وتطبيقاً، وأن تقوم قنوات فضائية تُعنى بها، وفق ميثاق شرف لا تحيد عنه. من جانبه شدد الدكتور التركي على ضرورة الحوار مع المسلمين وغيرهم لبيان هذه السيرة العطرة. وذكر أن كثيراً ممن يسيء إلى الإسلام والمسلمين من غير المسلمين، إما بسبب عدائهم المتأصل لهم، أو بسبب جهلهم بالقرآن والسنة النبوية، وكثير ممن يتكلم عن صفاته صلى الله عليه وسلم وعن شخصيته يعدّ ذلك عبقرية ولا يعدّونه نبيّاً مرسلاً. وحث التركي المؤسسات التعليمية أن تركّز على الثقافة المرتبطة بالسنة والسيرة النبوية. وحضر الندوة التي أقيمت بقاعة الملك سعود، جمعٌ كبير من العلماء والمسؤولين، وطلاب الجامعة، كما شهدت حضوراً نسائيّاً بقاعة المحاضرات بدار الحديث.