لا يمكن أن يتمالك الطفل نفسه، عندما يدخل أي سوبر ماركت، ولا ألومه، فهو يبهر بكل معروض، مأخوذ بالألوان الجذابة والتوزيع المنسق، لأكياس البطاطا وقطع الحلويات بأنواعها ومسمياتها العجيبة، وبأشكالها البراقة. أطفالنا في البقالة في الحي والقرية، وفي المدارس أيضاً، تُعرض لهم أشكال وأنواع منها، تمتلئ رفوف المتاجر التموينية بها، التي تسلب أفئدة الأطفال المساكين، وفيها من البلاء كثير، فهي تهدد صحتهم بشكل رهيب. هجمة شرسة يتعرض لها أطفالنا، والآباء والأمهات يعانون من هذه المشكلة، ولا يُنكر أحد مدى خطر أكياس «الشيبس» على الأطفال، وما تحويه من أملاح ضارة وزيوت وألوان تضعِف المناعة في جسم الطفل، كما أن الملح فيها يسحب الكالسيوم من الأجساد الغضة، وكذا الحال بالنسبة للحلويات، فهي تحتوي على سكر وألوان ومواد حافظة، كانت سبباً في داء السكري، الذي أُصيب به نسبة كبيرة من الأطفال! ولكم سمعنا عن أمراض بسبب هذه المنتجات، خاصة رخيصة الثمن منها. مع الأسف، تقف الجهات ذات العلاقة موقف المتفرج، بل والمؤيدة في أحيان كثيرة. حماية المستهلك ووزارة التجارة معنية بسلامة أطفال هذا البلد، ولا نجد لهما عذراً، والأمن الغذائي مفقود ولم نر ما يشفع له، هذا إن سلمنا بوجوده أصلاً، لإيقاف كل ما يضر بصحة الأطفال ومحاسبة كل من يثبت تورطه. ومن المحزن، أن من يقوم بتصنيع هذه المنتجات هي شركات وطنية! كذلك العصائر التي يقولون عنها طبيعية، هي ليست كذلك؛ بل فيها مواد خطيرة من أصباغ وألوان ومواد حافظة مؤثرة. نسبة مخيفة لدى وزارة الصحة عن أطفال مصابين بالسكري وهشاشة العظام والضمور وأمراض أخرى كثيرة، كانت هذه المنتجات سبباً في تلك الأمراض. تُسخّر لهذه المنتجات آلة إعلامية في كل الفضائيات، وقنوات الأطفال خاصة، ولا نجد مادة لتوعية أولياء الأمور بخطورة هذه المنتجات على الأطفال في قنواتنا الرسمية والخاصة.. وأطفالنا جيل المستقبل، عماد الوطن، في خطر!