الذين تحججوا بأن منع خروج البنات من الجامعة في العاشرة يحميهن من الذئب المتربص بهن في هذه الساعة، أقول لهم إن الذئب موجود في كل مكان وزمان ولكن إذا وجدتموه عاقبوه مثل ما عاقبته دبي بنشر صورته في الجريدة وجلده حتى يرتدع الباقون وليس الحل أن تبقوا البنت في الجامعة حتى “تنبط كبدها”. لا يمكن أن نربط مصير بناتنا بسبب مصدر خطر مرتقب، أوقفوا الخطر نفسه ولا تعاقبوا الضحية. بناتنا وشبابنا فيهم الخير والبركة، وإن أساء التصرف قلة قليلة فلا يمكن تعميمه على الجميع، وأعتقد أننا لو انطلقنا من حسن النوايا ونظافة القلوب وطبقنا القانون سترتاح النفوس. لا يُعقل أنه حتى الآن لا يوجد لدينا قانون مكافحة التحرش المعمول به في أوروبا وأمريكا من سنين، حتى التحرش اللفظي لديهم له عقوبات رادعة. منع البنات من الخروج من الجامعة بعد انتهاء محاضراتهن يشبه منع الشباب من دخول المولات، لا بد من التعامل مع شبابنا وبناتنا بمبدأ الثقة والاحترام في بلد جله من الشباب، فالتعامل القائم على الشك هو تعامل مخجل ونحن في عام 2012! سنوا القوانين التي تحمي الطرفين وتحاسب الطرفين بدلاً من الإبقاء على الطرق البليدة التي تحقر الفتى والفتاة. أتمنى أن يسعى مجلس الشورى جاداً إلى إيجاد قانون مكافحة التحرش في المملكة وهو الذي سيوقف هذه الاجتهادات التي تقترب من المهازل أحياناً. تبني مجلس الشورى لمثل هذه القوانين الضرورية هو الذي سيجعل أعضاءه يستحقون الأوسمة التي يحلمون بنيلها.