تضاربت آراء المهتمين والمتابعين لمهرجان "فجر" السينمائي في دورته الثانية والثلاثين، حول سحب فيلم "لستُ غاضباً" للمخرج الإيراني رضا دُرميشيان، بين من توقع أن سحبه جاء بقرار من المسؤولين، وبين من أرجع سحبه إلى رغبة المخرج نفسه الذي سحبه من أمام لجنة التحكيم. ويحكي الفيلم، الذي مثّل سحبه الحدث الأبرز في المهرجان، قصة طالب تتمّ إحالته من الجامعة أثناء فترة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، ولأسباب سياسية، ويعدّ الفيلم الثاني للمخرج دُرميشيان بعد فيلمه "الغصّة". وكان مهرجان "فجر" السينمائي قد اختتم دورته الثانية والثلاثين مساء أمس الأول في العاصمة الإيرانية طهران، وخلال الحفل حضر المطرب الإيراني علي رضا قرباني الذي غنى بعض أغانيه الشهيرة، فيما تمّ تكريم الفنانين السينمائيين الذين رحلوا خلال العام الماضي. وأعلن خلال الحفل عن الفائزين بالجوائز، حيث حاز المخرج محسن أستاد علي، في قسم الوثائقي، على جائزة "العنقاء البلورية"، وهي الجائزة الخاصة بأفضل إخراج، وذلك عن فيلمه "مكان للحياة"، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم في هذا القسم للمخرج الوثائقي مجتبى مير طَهماسْب، عن فيلمه "ستة قرون وستة أعوام"، وحاز فيلم "ذكريات لكل الفصول" على جائزة أفضل فيلم في المهرجان، وهو من إنتاج مرتضى رزّاق كريمي. أما في قسم الأفلام السينمائية الروائية الأولى، فقد حصل جمشيد محمودي على جائزة قسم الإخراج عن فيلمه "بضعة أمتار من الحب"، فيما نال نفس المخرج جائزة أفضل فيلم أول. أما الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم في هذا القسم، فقد نالها الممثل والمخرج "هومَن سيّدي" عن فيلمه الأول "ثالث عشر"، وفي قسم الأفلام السينمائية الطويلة الذي يعتبر نوعاً ما أهمّ قسم في المهرجان، حصل على العنقاء البلورية في قسم التمثيل كلّ من الممثّل "رضا عطّاران" عن دوره في فيلم "الطابق الحساس"، والممثلة "ميريلا زارعي" عن دورها في فيلم "أخدود 143″. ونال المخرج والكاتب السينمائي "بِهروز أفخَمي" العنقاء البلورية لأفضل سيناريو عن فيلم "آذر، شَهدُخت، بَرويز، والآخرون". أما العنقاء البلورية لأفضل إخراج حلقت نحو المخرج "أحمد رضا درويش" عن فيلمه "الحَشر"، فيما حاز المنتجان بهروز أفخمي، وسيد جمال ساداتيان، على العنقاء البلورية لأفضل فيلم في المهرجان عن فيلمهما "آذر، شَهدُخت، برويز، والآخرون"، وأيضا المنتج "تقي علي زاده" عن إنتاج فيلم "الحشر". أما العنقاء المخصصة للنظرة الشعبية للأفلام فقد نالها فيلم "تشه" للمخرج إبراهيم حاتمي كيا. والعنقاء الشعبية للمهرجان مُنحت للفيلمين "أخدود 143″، و"الخط الخاص". ويتميز فيلم "أخدود 143″ وهو من إخراج "نرجس آبيار" بنظرته الأنثوية نحو الحرب العراقية – الإيرانية التي تعتبر نظرة فريدة من نوعها، ويروي الفيلم قصة أمّ تنتظر خمسة عشر عاماً ابنها الذي لم تتلقّ أيّ خبر عنه خلال الحرب وبعد انتهائها.