هل تشارك ميليشيا حزب الله اللبناني في القتال الدائر حالياً في محافظة الأنبار العراقية بين القوات العراقية وتنظيماتٍ بعضها موالٍ لقاعدة الإرهاب؟ سبب السؤال هو تناقل لجان في مجلس النواب العراقي ما يفيد بتوقيف ثلاثة من عناصر حزب الله في مدينة الفلوجة على يد مسلحين عشائريين، وهو ما أثار مخاوف النواب من أن يكون رئيس الوزراء، نوري المالكي، وافق على الاستعانة بعناصر من ميليشيا الحزب اللبناني لتقاتل داخل العراق كما فعلت داخل سوريا. وللمالكي سوابق في هذا الصدد تجعله محل هجوم وتشكيك، فهو الذي سمح قبل أشهر لميليشيات عراقية طائفية أن تعبر إلى الداخل السوري لتقاتل ضد ثورة السوريين، وكان لهذه الميليشيات، خصوصاً ما يُعرَف بكتائب «أبو الفضل العباس»، دورٌ في قمع السوريين في عدة مدن بالتنسيق مع شبيحة النظام ومقاتلي حزب الله، وهو ما كشفه الثوار على الأرض قبل أن تؤكده جنائز قتلى في صفوف هذه الميليشيات خرجت في عدة مدن عراقية. وبالعودة إلى ما يجري في الأنبار، يمكن القول إن وجود ما يفيد بمشاركة حزب الله في القتال الدائر هناك سيكون بمنزلة إشارة من المالكي لجعل الصراع في العراق طائفياً بامتياز بعيداً عن الحسابات السياسية والأمنية، وستكون هذه الخطوة مقدمةً لعودة الأحداث الطائفية إلى بلدٍ أنهكته الطائفية خلال العقد الأخير. إن سياسات المالكي أثبتت أنها تضرب النسيج الاجتماعي في العراق وتضر بوحدة هذا البلد ومستقبله، وليس مستبعداً أن يقبل هو بانتهاك سيادة أراضي الدولة العراقية إذا كان رَضِيَ بانتهاك سيادة بلد مجاور.