تحوَّلت هجرة الخشيبي التي تبعد 70 كم شرق محافظة رفحاء باتجاه حفر الباطن على الطريق الدولي الرابط بين دول الخليج والشام وتركيا إلى مقصد مهم للسياحة الشتوية، خلال فترة إجازة منتصف العام الدراسي، حيث احتلت أخبارها مساحة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد ظهور نبات الكمأ (الفقع) في مواقع متعددة بالقرب من الهجرة التي تعيش هذه الأيام أيامها الذهبية بعد قدوم آلاف الزوار إليها من كل مكان. ولاتزال الخشيبي مرشحة لاحتلال مزيد من مساحات الإعجاب بحكم موقعها الذي أخذ نصيبه مبكراً من الارتواء بالأمطار التي هطلت قبل أشهر على الحدود الشمالية. سميت الخشيبي بهذا الاسم نسبة إلى شعيب معروف يمر من خلالها، ويحمل المسمى نفسه، وتأسست القرية قبل أربعين عاماً بمعمار قوامه مبان شعبية قديمة، وبئر ارتوازية، ثم تطورت وأصبحت من أكبر الهجر التابعة لمحافظة رفحاء في المنطقة الشمالية، حتى تجاوز عدد سكانها ألف نسمة ممن يرحبون بالضيف ويتميزون بالكرم والجود، وفي هذه الأيام خرجوا مع بداية موسم الإجازة لاستقبال ضيوف القرية على الطريق الدولي، وبسطوا لهم الولائم والمكارم بأنواعها. ومنذ توارد الأخبار الأولى حول ظهور الكمأ الموسمي تهافت على القرية آلاف الزوار الذين استقروا في كثير من المواقع والفيوض والسهول والشعبان حول القرية، ما أدى إلى انتعاشة اقتصادية في القرية التي سبقت غيرها من القرى في زف أولى تباشير نبات الكمأ الذي يُعد التقاطه هذه الأيام من أهم ملامح الاستمتاع بالإجازة القصيرة، وأكثرها تشويقاً وإثارة. «الشرق» كانت هناك، ورصدت ميدانياً توافد سياح خليجيين من الكويت وقطر وعمان والإمارات لممارسة هوايتهم في التقاط الفقع، والزبيدي، وقضاء أيام جميلة في الفيوض التي تمتلئ بالخضرة وأشكال شتى من النباتات. يقول فهد الشمري من الكويت «جئت لهذا المكان بعدما قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود الكمأ في هذه القرية، فالناس لا يتحدثون إلا عن الخشيبي هذه الأيام، وقد فضلت القدوم إلى السعودية على دبي لزيارة أقاربي والاستمتاع بأجواء الخشيبي الرائعة». ويقول صديقه مشعل عبدالله «التقاط الفقع مغر هذه الأيام، إضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الرائعة في هذه القرية». واعتبر سياح إماراتيون أن قرية الخشيبي حصلت على دعاية مجانية لم تكن لتنجح لو أنها جاءت بطريقة منظمة ومقصودة، مؤكدين أن الهجرة اشتهرت بسبب تداول الناس صور مناظر الربيع فيها، والفيوض الخضراء، في الوقت الذي كان فيه الجميع متعطشاً لرؤية الفقع والربيع. وقال حامد المنهالي «سمعنا بالخشيبي عن طريق تويتر.. وبعد وصولنا إلى حفرالباطن زرنا أحد الأصدقاء هناك، ووجدنا الجميع يشجعنا على زيارة الخشيبي والاستمتاع بالأجواء الربيعية الرائعة». ووفقاً لما عاينته «الشرق»، فإن كثيراً من الزوار يقصدونها للبحث عن الكمأ في المرتبة الأولى، ثم الاستمتاع بالأجواء الطبيعية الرائعة، فالشباب يبدأون البحث عن الفقع قبل نصب خيامهم والاستقرار في الموقع المناسب، كما عمد كثير من الشباب الذين يعرفون المنطقة جيداً إلى إرشاد السياح الذين يتوقفون بالقرب من الطريق الدولي للسؤال والاستسفار عن أفضل المواقع. لكن عدداً من السياح حول قرية الخشيبي اشتكى من ضعف الخدمات، خاصة فيما يتعلق بشبكة الاتصال، والخدمات الإسعافية، واستغربوا أن يتم تجاهل هذه القرية من قبل الشركات المشغلة لخدمات الهاتف الجوال، خاصة وهي تكتظ بآلاف الزائرين والسياح من كل مكان، موضحين أن الهلال الأحمر غائب تماماً عن القرية على الرغم من وقوع بعض الحوادث بسبب كثافة المسافرين والزوار.