بعد انحباس الأمطار والسيول الغزيرة التي شهد تها محافظة المجمعة أوائل شهر نوفمبر الماضي عاودت السحب الرعدية الظهور في سماء المحافظة مساء الخميس وليلة الجمعة الماضيين حيث صاحبها هطول أمطار مابين متوسطة إلى غزيرة في بعض المواقع واستمرت العواصف الرعدية تبدد سكون الليل مابين فينة وأخرى حتى ساعات الفجر من يوم الجمعة ورغم ان هذه الأمطار لم تحدث سيولا جارفة وكبيرة كما حدث في الحالة الماضية الا انها كانت من حيث التوقيت والأثر لا تقل أهمية عنها حيث جاءت ولله الحمد في الوقت المناسب لانعاش تباشير الربيع الذي تشهده المحافظة وتعطيه المزيد من النمو والألق خاصة بعد الانكماش الذي شهدته بعض المواقع نتيجة العطش والبرد والعواصف الترابية في فترة الانحباس وقد لاحظ الجميع تغير وجه الأرض بعد هذه الأمطار حيث عادت للأرض نضارتها وللعشب خضرته وبدت مرابع المحافظة وهي تكتسي برونقها الجميل في ذلك الصباح الرائق بعد ان اغتسلت طوال الليل من أدران جفاف الأيام الماضية. كانت الأمطار شاملة وغطت مناطق واسعة حيث شملت جميع انحاء محافظة المجمعة وارتوت الأرض وسالت الشعاب الصغيرة في معظم المواقع الا أنها كانت أكثر غزارة حول مدينة المجمعة وعلى وادي وشي على طريق المجمعة شقراء حيث ارتوت اجزاء من المزارع في الوادي وخلفت الأمطار غدران كبيرة في وسط الوادي جذبت اليها الكثير من المتنزهين والعاشقين كما شملت الأمطار رياض المزيرعة وحطابة وجميع الأودية والفياض على طريق المجمعة الأرطاوية وصولا إلى الأرطاوية وأم الجماجم والقاعية وما حولها من القرى والهجر والفياض الواقعة في منطقة الأرطاوية وكذلك الرياض والفياض الواقعة شرق المجمعة وهي من اجمل المواقع الربيعية ومعظم مدن وقرى المحافظة الجنوبية وصولا إلى تمير وما حولها من قرى وفياض ومنتزهات جميلة وكذلك المناطق الواقعة على الطريق السريع وصولا إلى الغاط حيث سالت أجزاء واسعة من وادي مرخ. العودة للمنازل هذه الأمطار والسيول أعادت لمرابع محافظة المجمعة الواسعة الكثير من جمالها وروعتها وأعطتها جرعة قوية من الارتواء تساعدها على مواصلة النمو في الأيام القادمة كما شجعت الكثيرين على الخروج للبراري للاستمتاع بأجوائها الجميلة ولكن هذه المتعة لم تدم طويلا مع وصول الجبهة القطبية الباردة والتي أجبرت الكثيرين على العودة إلى المدن بحثا عن الدفء هذه الموجة التي بدأت صباح الجمعة وبلغت ذروتها ليلة السبت مخلفة الصقيع على السيارات والمسطحات الخضراء وجمدت المياه في الأنابيب والأحواض والأواني المكشوفة والحقت أضرارا بالغة بالمحاصيل الزراعية وفي ليلة الأحد زادت حدة الموجة مما ادى إلى تجمد الكثير من المسطحات المائية في الأودية والمزارع كما أدت هذه الموجة الباردة إلى ارتفاع نسبة الغياب بين الطلاب والطالبات بداية الأسبوع بسبب نزلات البرد التي داهمت الكثيرين منهم وزادت من الإقبال على شراء الدفايات بمختلف أنواعها والى زيادة كبيرة في أسعار الحطب والفحم حيث تزامنت الموجة مع بداية تطبيق قرار منع الاحتطاب ومنع بيع الحطب والفحم المحلي والاعتماد على المستورد حفاظا على البيئة في المملكة. الكمأ ومع الأمطار الأخيرة زاد التطلع إلى ظهور نبات الفقع (الكمأة) في مرابع المحافظة خلال الأيام المقبلة بإذن الله حيث تنتشر في مرابع محافظة المجمعة في مختلف انحائها الكثير من المواقع المعروفة بإنبات الكمأة خاصة الأنواع الجيدة منه مثل الزبيدي والخلاسي التي ينتظر بداية ظهورها بصورة جيدة خلال العشرين يوما المقبلة بحول الله كما ينتظر ان تشهد الأيام القادمة عرض كميات كبيرة من الأقط والسمن البري في الأسواق الشعبية