قال علماء إن المسبار أوبورتيونتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» الموجود على سطح كوكب المريخ منذ عشرة أعوام، اكتشف أدلة على أن مياهاً عذبة تساعد على الحياة كانت موجودة فيما مضى على الكوكب الأحمر مما يعزز اكتشافات مماثلة توصَّل إليها المسبار كوريوسيتي الذي أرسل حديثاً إلى الجانب الآخر من المريخ. وكان المسبار أوبورتيونتي إلى جانب المسبار سبريت الذي خرج من الخدمة الآن قد حطَّا على كوكب المريخ قبل عشر سنوات للقيام بمهمتين متزامنتين للبحث عن وجود ماء على سطح الكوكب. وقد فعل المسباران ذلك مؤكدين أدلة جمعتها مركبات فضاء دارت في فلك المريخ بأن هذا الكوكب الذي يعتقد أنه أشبه كواكب المجموعة الشمسية بالأرض لم يكن دائماً الصحراء الباردة الجافة كما يبدو اليوم. وفي أغسطس آب 2012 وصل كوريوسيتي المزود بمختبر كيميائي لإجراء أبحاث متابعة لتحديد ما إذا كان المريخ فيه مقومات ضرورية أخرى للحياة على سطحه. وكانت الإجابة التي رجعت مبكراً جداً في المهمة الحالية هي «نعم» بالتأكيد. في الوقت نفسه وعلى الجانب الآخر من الكوكب، قام المسبار أوبورتيونتي بتحليل صخور تحمل مياهاً على حافة حفرة ناجمة عن اصطدام قديم على سطح الكوكب. وبدلاً من الآثار الكيماوية للماء الحمضي المالح الذي اكتشف في مواقع سابقة اكتشف أوبورتيونتي طَمْياً معيناً يتكون في المياه الطبيعية. وقال عالم الكواكب راي أرفيدسون بجامعة واشنطن في سان لويس في مقابلة «إنه كماء الشرب، كان سيصبح ركناً لأي حياة في وقت وجودها». ويقول علماء إن هذا الاكتشاف يعزز صورة ناشئة لكوكب قضى أول مليار سنة من عمره أو نحو ذلك أدفأ مما هو عليه الآن مع وجود برك من المياه العذبة على سطحه. وتوضح النتائج التي توصل إليها العلماء أن نشاط المياه انحسر بالتدريج وأصبح الموجود على سطح المريخ مياهاً حمضية، ثم ابتداء من نحو ثلاثة مليارات سنة جفت المياه على سطح المريخ.