في ظل النداءات المتوالية بتفعيل السياحة الداخلية وحث المواطنين على السياحة في أرجاء الوطن إلا أن المعوقات السياحية لاتزال تشكل هاجسا يؤرق أغلب السياح. وتأتي الفنادق والوحدات السكنية والشقق المفروشة في طليعة تلك المعوقات، حيث تعاني من تدني الخدمات المقدمة والتلاعب بالأسعار وعدم التقيد باللوائح والتنظيمات المشترطة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة الشرقية خلال هذه الإجازة توافد أعداد كبيرة من الزوار سواءً من داخل المملكة أو من دول مجلس التعاون الخليجي، بحثا عن الراحة والاستجمام في شواطئها ومرافقها الجميلة، خاصة أن المنطقة الشرقية تتمتع بأجواء معتدلة خلال هذه الفترة. «الشرق» رصدت بعض آراء النزلاء ومطالباتهم هيئة السياحة والآثار بتكثيف جولاتها الميدانية على تلك الفنادق والشقق المفروشة وتفعيل دور السياحة الداخلية. بداية يقول عبدالهادي القرني أحد قاطني منطقة الرياض إنه وأسرته ينتظرون فترة الإجازات للسفر من أجل السياحة في المنطقة الشرقية بحثا عن الترفيه والراحة والاستمتاع بشواطئها ومقوماتها السياحية، وأضاف: لكن المشكلة أن أسعار بعض الشقق المفروشة والفنادق تشكل عائقا بالنسبة لنا، وكذلك عدم وجود لائحة في أغلب الوحدات السكنية تحدد الأسعار، فهناك تفاوت ملحوظ في الأسعار من مكان إلى آخر. مناشداً هيئة السياحة بإلزام ملاّك الشقق والوحدات السكنية بوضع لائحة معينة توضح الأسعار وتكون دائماً في مكان ظاهر للعميل عند زيارته. وأشار عبدالله العلي إلى أنه يسكن بإحدى الشقق المفروشة في الدمام بشكل شهري وعلى مدى طويل بحكم عمله بالمنطقة، ولكنه فوجئ منذ بداية الإجازة بأن الشقق رفعت السعر عما كانت عليه سابقا بزيادة 50% موضحاً أن بعض الشقق ترفض التجديد الشهري وتكتفي باليومي إلى نهاية الموسم. وأضاف العلي: عند سؤالي موظف الاستقبال أوضح بأنه في فترة المواسم ترتفع الإيجارات عما كانت عليه سابقا. وأوضح فهد الدوسري أن النزيل بتلك الشقق يلفت انتباهه بعض الملاحظات فتجد بعضهم يستخدم (المطبخ) كغرفة نوم يقوم بتأثيثها وتأجيرها للزوار والبعض الآخر يستخدم الملاحق المسقوفة من الشينكو وكذلك البدروم الأرضي أيضا، ويقوم بتأجيرها مناشداً جهة الاختصاص بتشديد الرقابة عليهم. وقال أحد ملاك الشقق والوحدات المفروشة: إن ارتفاع الأسعار في فترة الإجازة أمر طبيعي لأننا نحاول التعويض وتغطية العجز المادي للفترات السابقة، التي يتخللها الركود التام في بعض الفترات، وهذا مايحصل في أغلب الفنادق والوحدات السكنية في أغلب دول العالم. من جهته أوضح ل «الشرق» مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان: أن مجموع قرارات العقوبة التي طالت خدمات قطاع الإيواء السياحي من الفنادق والشقق المفروشة في محافظات المنطقة الشرقية بلغ أكثر من 400 قرار تتعلق بمخالفة مزاولة النشاط دون ترخيص، أو مخالفة لعدم إعلان الترخيص أو التجاوزات في الأسعار خلال العامين الماضيين. وأكد البنيان أن الجولات الرقابية مستمرة ولن نتوانى في حال ورد إلينا بلاغ من أحد النزلاء، مبيناً أنه تم تشكيل خمس فرق عمل، وذلك للتفتيش والرقابة على مستوى محافظات المنطقة الشرقية للرقابة على خدمات قطاع الإيواء السياحي والقيام بجولات رقابية وتفتيشية على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، للتأكد من مستوى الأسعار وجودة الخدمات المقدمة للنزلاء، وتهدف هذه الجولات أيضا إلى التأكد من التزام مستثمري قطاع الإيواء السياحي باشتراطات التراخيص، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية للمنطقة الشرقية لخدمات الإيواء السياحي 94 فندقاً، وأكثر من 650 مجمعاً للوحدات السكنية المفروشة جاهزة لاستقبال زوار المنطقة، موضحاً أن الهاتف السياحي يقدم المعلومات السياحية للزائرين كما يتلقى الشكاوى والملاحظات على رقم الهاتف السياحي المجاني 19988 وأضاف البنيان أن المنطقة الشرقية يأتيها معظم الزوار بقصد قضاء العطلات وزيارة الأقارب، حيث تمثل قضاء العطلات كأحد أغراض الزيارة 63% من إجمالي الرحلات المحلية، وأن 33% منها تمت لغرض زيارة الأقارب والأصدقاء، حيث أصبحت المنطقة الشرقية من الوجهات السياحية المفضلة لدى كثير من الأسر في المملكة، خاصةً في عطلة منتصف العام الدراسي. وأشار البنيان إلى أن المنطقة الشرقية وجهة للباحثين عن الاستمتاع والترفيه خصوصا مع اعتدال الأجواء بها، كما تتميز بأجمل الشواطئ في الخليج العربي من أشهرها شاطئ نصف القمر وواجهاتها البحرية التي تتوفر بها المدن الترفيهية والمسطحات الخضراء والمطاعم المتنوعة وأيضا المنتزهات الترفيهية والمجمعات التجارية التي تزيد على 40 مجمعاً تجارياً تشارك بعدد من الفعاليات في مثل هذه المناسبات، وهناك أيضا 23 مدينة ترفيهية إضافة إلى برامج سايتك الترفيهية والعلمية، وعديد من القرى والشاليهات السياحية الواقعة على شواطئ الشرقية، وتتميز المنطقة الشرقية بأنماط سياحية متنوعة جعلتها تتميز عن بقية المناطق الأخرى، كما تتنوع الفعاليات والمهرجانات بالمنطقة الشرقية خلال إجازة منتصف العام الدراسي أهمها مهرجان الخبر السياحي عيش جوك، ومهرجان ربيع النعيرية وبرنامج سايتك بالخبر المعرفي وفعاليات سوق قيصرية الراشد بالإضافة إلى عروض فريق الصقور الخضر.