تنشر وسائل الإعلام صوراً كثيرة عن زعماء ومسؤولين ودبلوماسيين وهم نائمون في أثناء المؤتمرات أو الاحتفالات، وتؤخذ الصورعلى أنها طريفة، لكن معناها الحقيقي هو أن هذه الملتقيات مملة وغيرجذابة ولذلك لا علاج لها إلا النوم أو أن الحاضرالنائم هو شخص لا علاقة له ب (السالفة) كلها فالناس في واد وهو في مغارة وحضوره شرفي أو بروتوكولي فقط، وبالأمس نشرت (سبق) صورة الدكتورعمرو حمزاوي النائب بالبرلمان المصري تظهره وكأنه نائم أثناء الجلسة التي عقدها البرلمان ونفاها الحمزاوي بأن الصورة التي تم التقاطها كانت أثناء قراءته المادة الخاصة بالطوارئ التي أعلنها المشير طنطاوي، وناشد النائب النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بتحري الدقة. وخلاصة كلام الحمزاوي أنه نائب لا نائم، مع أن النائم صفة غير معيبة ولا تستدعي البراءة منها؛ فهي أفضل وسيلة تعبيرعن رأينا في كثير من المحاضرات المملة والحفلات التي يجلدنا فيها الخطباء بمطولات من الخطب «الصمعاء» وليست العصماء، ولهذا كان هدف معظم النشطاء والحركات السياسية والاجتماعية التوجه إلى الأغلبية النائمة بعد أن يئسوا من الأغلبية الصامتة، وقديماً كان هناك أعرابي استبد به الوجد وشفّه العشق وخاف على نفسه من الهلاك ولم يجد جواباً عند الصاحين فتوجه إلى النائمين يبحث عن الجواب صارخاً: ألا أيها النوام ويحكم هبوا أسائلكم هل يقتل الرجل الحب والعرب تصف النوم بأنه سلطان وأنه عبادة والطلاب والطالبات يعشقون النوم خاصة مع الصباح المشرق ولا تكاد تقابل شخصاً وخاصة من الموظفين إلا ويشكو بأنه لم ينم كفاية البارحة ولذلك علينا أن نستمع إلى نصيحة الشاعر معروف الرصافي قبل قرن من الزمان: يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرم ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم