تظاهر الآلاف أمس السبت في أنقرة احتجاجاً على الحكومة الإسلامية المحافظة التي يرأسها رجب طيب أردوغان التي تتخبط في فضيحة فساد غير مسبوقة. ولدى وصول أردوغان إلى بلاده بعد جولة استمرت أسبوعا في آسيا، تجمع نحو 20 ألف شخص في ساحة كبيرة في أنقرة وهتفوا «الثورة ستنظف هذه القاذورات» و«إنهم لصوص» في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورفع متظاهرون صور دولارات رُسِمَ عليها وجه أردوغان. وأعادت فضيحة الفساد التي يُشتبَه أن مقربين من رئيس الوزراء التركي متورطون فيها، حركة الاحتجاج ضد الحكومة بعد ستة أشهر من التظاهرات الحاشدة التي هزت تركيا. وتتخبط تركيا منذ ثلاثة أسابيع في فضيحة فساد يُشتبَه بأن مقربين من رئيس الوزراء تورطوا فيها، وتهدد مباشرةً موقع أردوغان قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البلدية. وقال أردوغان إنه ضحية مؤامرة واتهم الشرطة والقضاء بالسعي إلى الإطاحة به من خلال التحقيقات حول الفساد. وأجبرت الفضيحة أردوغان على إعادة تشكيل الحكومة بعد استقالة الوزراء الثلاثة المتورطين في الفساد، وأقال أردوغان مئات من ضباط الشرطة في عملية تطهير واسعة وسعى إلى الحد من صلاحيات القضاء. واتهمت حكومة أردوغان التي تحكم البلاد منذ العام 2002، الموالين لرجل الدين المنفي في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن الذي تتمتع حركته بنفوذ في الشرطة والقضاء، بالتحريض على التحقيقات في الفساد. وقال لامي أوزغين، أحد قادة المتظاهرين، إن الفضيحة تسلط الضوء على الوجه الحقيقي للحكومة وحركة غولين. وأضاف أن «الأزمة كشفت للعامة كيف أن من يستغلون الدين والعقيدة يعشقون الرفاهية والفخامة، وكيف يعبدون المال وكيف أن الرشوة هي قبلتهم».