عبّرت الدولة الفارسيّة عن كامل استعدادها لتقديم الدعم اللوجستي والأمني لما تسمّى بحكومة «المالكي» في أحداث الأنبار وبقيّة المدن المنتفضة في حال تقدّمت الأخيرة بطلب الدعم. وأكّد العميد «محمّد حجازي» مساعد الشؤون اللوجستيّة للأركان العامّة للقوّات المسلحة الإيرانيّة، ترحيب بلاده بأيّ طلب «للمالكي» لحمايته، وأعلن «جون كيري» استعداد واشنطن لمساعدة «المالكي» في هذا النزاع دفاعاً عن الديمقراطيّة المزعومة، مؤكّداً إلزاميّة انتصار حكومة «المالكي» ضد من أسماهم بالميليشيات المعرقلة للنسق الديمقراطي في العراق! وهذا الموقف الأمريكي الفارسي هو نتاج للتحالف فيما بينهما إبّان احتلال العراق عام 2003 وتباهي طهران صراحةً بعجز واشنطن عن احتلال كابول وبغداد لولا الدعم اللوجستي والأمني الإيراني لها! وألقى العراقيون في «الفلّوجة» القبض على عدد من العناصر الإيرانيّة فأظهروا هويّاتهم الفارسيّة ضمن مَشاهد مصوّرة، وأعلنت مصادر مطّلعة تابعة «للجبهة العربيّة لتحرير الأحواز» عن تحرّكات كبيرة لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، وتدفّق عشرات الحافلات المحمّلة بالقطعان الفرس المتجهة نحو المدن العراقيّة المنتفضة، وأكّدت «الجبهة» عزم طهران على إرسال مزيد من العراقيون للتعاطي مع الأحداث في «الأنبار». وتتدفّق جحافل الفرس نحو العراق رغم تأكيد «حجازي» عدم طلب حكومة «المالكي» من بلاده تقديم الدعم العسكري! الأمر الذي يؤكّد شيئين؛ إمّا أن يكون «حجازي» كاذباً فيما يقول، أو أن طهران ليست بحاجة لموافقة رسميّة من جانب ربيبتها «المالكي» لاستباحة العراق المستباح أصلاً من قِبَلها.