السنة التي ودعتنا بالرذاذ وبزهوٍ أقل، رمينا في شهرها الأول سُدانا على العتبات ثم رأينا أننا نعبُّ من السدى. في شوَّال ما كان لنا أن نظعن ولا أن نذوق عسيلة صويحباتنا. في رجب كانت الذكرى تنتفخ، كحاملٍ نأتي لها بالثمار والتوابل وعجيب المذاق. في أيلول أرهقتنا الرطوبة والحنين. وفي أيار كانت الحبيبات يتنازلن عن عروشهن، وكان القلب يتخفف من وطء الحمولة. في القعدة زارتنا الحكمة، ما هرمنا، لكنها ازدانت الحكمة بنا. وفي ديسمبر أدركنا أننا ما ظلمنا أحداً. كان أن ودعنا السنة بالرنين وبالصدى، وكان أن أهطلت بالرذاذ الناعم، وبالأسى. ما تأسينا قليلاً إلا علينا، وما أمسكنا بالنواجذ، إلا على أنفسنا.