ما أن يُنشر انتقاد لجهة حكومية حتى يأتي الرد (بعد أيام) بصيغة لم تتغير (منذ سنين)، إذ يتم (تجاهل) النقد والالتفاف على الناقد، فهو تارة اعتمد على مصادر غير دقيقة، وتارة يتم «التلميح» إلى أن الكاتب ينتقد لأسباب شخصية (وكأن مصلحة الوطن شأن غير شخصي)، وتارة تقترب الصيغة من التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، والأخيرة لم تعد تُخيف الكاتب لأنه يعلم أنها على الطريقة التربوية السعودية الشهيرة التي يختصرها المثل العامي (طيّر عيونك.. وارخ يديك)، وتستمر صيغة التعقيب (شاكية) من الظلم الذي يُمارس ضدها حتى يُخيل لك أن الجملة الأخيرة ستكون دعوة على طريقة (الله لايوفقه ظلمنا)، ولأنني أحرص على دس الحكمة والمثل والحكاية العامية في كل مقال فإنني سأحكي قصتي مع النقد والتعقيب، وهي باختصار أنني كتبت عن تجاوزات (سأفرد لها مقالات منفصلة قريباً) حدثت في جهة حكومية ما، فجاء تعقيبهم الأول أن ماذكرته في المقال هو (كذب وعار عن الصحة جملة وتفصيلاً)، ولما أعدت طرح السؤال بصيغة أكثر دقة في تعقيب تالٍ، أتى الرد بأنني أتجاوز على مؤسسة رسمية وأنهم سيتخذون الإجراء القانوني الرسمي ضدي، ولما رددت بأنني فعلاً (خائف) ولكن أتمنى أن أجد الجواب قبل محاكمتي (طمنوني) بأنهم لم يقصدوا التهديد وأنه (يجب) علي زيارتهم. وبهذا انتهت الحكاية – من طرفهم على الأقل – فهم قاتلوا ليبينوا للرأي العام أن الموضوع شخصي، لكن المشكلة أنهم هم بالنهاية اقتنعوا فعلاً أنه كذلك! أما الفنانة شمس التي أوردت اسمها بالعنوان وطلبت أن يقتدوا بما قامت به عندما رفعت دعوى قضائية ضد شاب أساء لها وقذفها وقام بفبركة صور مسيئة لها، وبالتالي حكمت المحكمة على الشاب بحد القذف (ثمانين جلدة) وثلاثة أشهر سجناً للحق العام، فهي لم (تولول) وتكتفي بالصراخ والتكذيب والنفي والتهديد، ولهذا (أحرّض) الجهات الرسمية بأن تنحى هذا المنحى الجدّي، وأظن هذا التحريض لا يتنافى مع حرية الصحافة، كما أنه حق أصيل لمن شعر بالظلم والتجنّي، بالتأكيد أنا لم آت بجديد فالجهات إياها تعرف هذا الإجراء، لكنها -بالتأكيد أيضاً- تخاف من نتائجه!، إن كان هذا هو سبب اللجوء للتعقيبات والتصريحات (المائعة) فأقول (الآن فهمتكم).. وعليكم على الأقل أن تقلدوا شمس بالغناء!