عاشت أرامكو السعودية وحرس الحدود في المنطقة الشرقية، أمس، يوماً بحرياً عصيباً صنعه سقوط البارجة «العربية 4» قُبالة البئر رقم 348 النفطي في مياه حقل السفّانية الذي يُعتبر أكبر حقل نفطي مغمور في العالم. وجنّدت الشركة وحرس الحدود 33 قطعة بحرية ومروحيتين وقرابة 400 عنصر بشري للبحث عن مفقود واحد بعد العثور على جثتين لم تحدد هويتهما في وقت متأخر من مساء أمس، فيما خضع 11 مُصاباً في الحادثة للعلاج. وتمكن 13 آخرون من النجاة دون أية إصابات تُذكر. البارجة «العربية 4» هي واحدة من القطع البحرية العاملة في الخليج، وهي مخصّصة للصيانة، وتعمل كعبّارة طافية فوق السطح، وعند توقّفها أمام مرفق بحري عائم؛ فإنها تُنزل أربعة قوائم إلى قاع البحر لترتفع وتثبُت، ومن ثمّ تُجرى الأعمال المطلوبة. وما حدث يوم أمس طبقاً لمعلومات أولية هو وصول البارجة إلى البئر رقم 348 لإجراء أعمال صيانة دورية، وأثناء إنزال القوائم الأربعة وقع عُطلٌ في أحدها وسقطت البارجة كلها أمام البئر بشكل خاطف. وطبقاً لمصادر «الشرق»؛ فإن طاقم البارجة كان مكوّناً من 27 عنصراً بشرياً، 10 منهم يعملون لدى أرامكو السعودية مباشرة، فيما يتبع الآخرون شركة خاصة متعاقدة مع أرامكو. وقال بيان أرامكو الذي بثته مغرب أمس، إن «فرق الاستجابة في أرامكو السعودية تمكنت من إجلاء 24 شخصاً من طاقم منصة متحركة لخدمات الصيانة تعمل في مياه منطقة السفانية بعد تعرضها للغرق خلال أعمال الصيانة». وأضاف البيان أن «الحادثة نتج عنها تعرض بعض عمال أحد مقاولي الشركة لإصابات محدودة، وتم نقلهم فوراً لتلقي العلاج اللازم، فيما لا يزال البحث جارياً عن ثلاثة آخرين منهم، اثنين من الجنسية الهندية، وواحد بنغالي». وأشار البيان إلى أن فرق الاستجابة تبذل أقصى جهودها للبحث عن الثلاثة المفقودين»، مؤكدة أن «أعمالها لم تتأثر من الحادثة، وأنها ستجري تحقيقاً دقيقاً في الحادثة». وقالت مصادر مطّلعة إن الشركة أغلقت البئر النفطي 348 تحسّباً لأيّ طارئ. فيما قالت مصادر أخرى إن فرق البحث عثرت (بعد الساعة 10.30 مساءً) على جثتين من المفقودين الثلاثة. وقد يكون الثالث عالقاً في غرفة في البارجة المغمورة بالماء. وحتى مثول «الشرق» للطباعة لم يتّضح أيّ شيء حول مصير الثالث. ومن مستشفى أرامكو في مدينة الظهران، قالت مصادر إن المصابين شابان سعوديان وخمسيني آسيوي. أحد السعوديين اسمه هاشم يوسف الشرفاء (25) سنة، أصيب بشق في أحد ساقيه وجرح في جبهته، أما السعودي الآخر فاسمه مشعل بن سالم (25 سنة)، وإصابته غير خطرة، وكذلك الآسيوي. والمصابون ال 8 الآخرون إصاباتهم طفيفة. وفور وقوع الحدث هرعت سُفن الشركة إلى الموقع، بينها 27 قطعة بحرية مختلفة الأحجام، إضافة إلى سفينتيْ غوص على متنها قرابة 30 غواصاً، ومروحيتين. ونجحت الاستجابة السريعة في إنقاذ 24 عنصراً بشرياً من الطاقم في وقت وجيز. كما شارك حرس الحدود بست قطع بحرية على متنها 36 عنصراً بين ضباط وأفراد. وباشر الغواصون عملهم في الموقع بحثاً عن المفقودين الثلاثة. وقال الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية، العقيد خالد العرقوبي، ل»الشرق» إن جهازه تلقّى بلاغ سقوط البارجة «عربية 4» من ممثل العلاقات الحكومية في شركة أرامكو السعودية. وأضاف أن البارجة مملوكة لشركة أرامكو السعودية، وقد غرقت في محيط حقل السفانية المغمور، الذي يبعد عن رأس الخفجي حوالي 19 ميلاً بحرياً. واستنفرت الإدارة العليا في أرامكو قيادييها في متابعة الحدث، عبر دائرة منع الخسائر، وبدأت تحقيقاً عاجلاً لبحث ما حدث، فيما هرعت قيادات من الشركة إلى مستشفى الظهران لمقابلة المصابين الذي يتلقّون العلاج فيه. وعلمت «الشرق» أن قيادات عليا تابعت أعمال الإنتاج حرصاً على عدم تأثره بالحادث الذي وقع بجانب أحد آبار الحقل المغمور. ولم يتأثر إنتاج الشركة، حسب تأكيدات أرامكو. كما عقدت الشركة اجتماعاً، بعد عِشاء أمس، مع الطاقم الذين كانوا على متن البارجة.