قُتِلَ عشرات من مقاتلي المعارضة السورية أمس الجمعة في كمين نصبته القوات النظامية قرب بلدة معلولا في منطقة القلمون شمال دمشق، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بريد إلكتروني أمس أن عشرات المقاتلين من الكتائب المقاتلة استُشهِدُوا إثر اشتباكات دارت بعد كمين نصبته القوات النظامية فجر الجمعة لهم في المنطقة الواقعة بين المراح والقسطل قرب بلدة معلولا التاريخية، مشيراً إلى إصابة نحو عشرين مقاتلاً آخر بجروح في الكمين. ودخلت جبهة النصرة ومقاتلون من كتائب أخرى معلولا قبل أسابيع، وانسحبت منها قوات النظام. ومنذ ذلك الوقت، تحتجز مجموعة من المعارضة المسلحة 12 راهبة بعد إخراجهن من دير مار تقلا في معلولا دون أن تنجح الوساطات بعد في الإفراج عنهن. من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «غارات جوية على أطراف مدينة يبرود» في منطقة القلمون أمس. في الوقت نفسه، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة أخرى في بلدة عدرا العمالية»، بحسب المرصد. وكان مقاتلون من كتائب عدة بعضها متشددة دخلوا عدرا العمالية شمال شرق دمشق في 11 ديسمبر الجاري، وأفادت تقارير بإقدامهم على قتل عشرات الأشخاص داخلها بسبب موالاتهم للنظام، وهم علويون بمعظمهم، وتعمل قوات النظام منذ ذلك الوقت على استعادة السيطرة على المنطقة. وفي ريف دمشق كذلك، أفاد المصدر بتعرض مناطق في مدينة دوما لقصف من القوات النظامية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مخيم خان الشيح ما أدى لسقوط جرحى». سياسياً، يعتزم وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض القيام بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو يومي 13 و14 يناير المقبل لإجراء مباحثات مع ديبلوماسيين روس، على ما أفاد أمين عام الائتلاف لإذاعة «ريا- نوفوستي» العامة. ونقلت الإذاعة عن بدر جاموس قوله إن «تاريخ الزيارة يومي 13 و14 يناير كان حُدِّدَ في السابق مع وزارة الخارجية الروسية». وأضاف أن الوفد سيترأسه رئيس الائتلاف المعارض، أحمد الجربا، إذا ما أعيد انتخابه رئيساً للائتلاف مطلع يناير المقبل في مؤتمر قوى المعارضة السورية في إسطنبول. ومن المفترض أن تتم الزيارة قبيل انعقاد المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا (جنيف2) الذي سيُفتتَح في 22 يناير المقبل في بلدة مونترو السويسرية. وسبق للائتلاف أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر الدولي، بشرط ألا يكون للأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وتعارض روسيا وضع مثل هذه الشروط. وفي سياقٍ آخر، أعلنت «كتائب عبدالله عزام» التي تبنت تفجيري السفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانية أن القيادي في حزب الله، حسان اللقيس، قُتِلَ في التفجيرين الانتحاريين وليس اغتيالاً كما أعلن حزب الله، حسبما جاء في شريط مسجل نُشِرَ على الإنترنت مساء أمس الأول الخميس. وتضمن الشريط الصوتي تسجيلاً لأحد قياديي مجموعة عبدالله عزام، سراج الدين زريقات، ونُشِرَ على حسابي المجموعة على «يوتيوب» و»تويتر» وتناقلته الصفحات والمواقع المتشددة. وأعلن حزب الله في الرابع من ديسمبر الجاري أن مجهولين اغتالوا اللقيس بإطلاق رصاص عليه في مرآب المبنى الذي يقطنه في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولم تُنشَر أي صور للعملية. واتهم الحزب إسرائيل بتنفيذ العملية، الأمر الذي نفته الحكومة الإسرائيلية. وتضمن الشريط الذي تم بثه أمس الأول صوراً للشابين الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت في 19 نوفمبر، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً. وبدا الشابان، اللذان سبق أن كشفت السلطات اللبنانية هويتيهما، بلباسٍ عسكري ويحمل كل منهما رشاشاً، في لقطات منفصلة، ضاحكين. وكُتِبَ تحت صور أحدهما «الاستشهادي أبو أويس الصيداوي (معين أبو ظهر) تقبله الله»، وهو لبناني من صيدا، وتحت صور الثاني «الاستشهادي أبو سفيان الشامي (عدنان المحمد) تقبله الله»، وهو فلسطيني، وكانت كتائب عبدالله عزام أعلنت على الفور تبنيها التفجيرين. وهدد زريقات، بحسب الشريط الذي لا يمكن التحقق من صحته، بمواصلة العمليات ضد حزب الله في لبنان. وقال إن «تعليق عملياتنا في لبنان منوط بتحقق مطلبين عادلين: الأول خروج عساكر حزب إيران من سوريا وكف أيديهم عن المسلمين، والثاني إخراج شباب أهل السنة من السجون اللبنانية الظالمة».