شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين تدفق الجمهور بكثافة ملحوظة، نال منها الجناح السعودي نصيب الأسد، فالزحام يشتد بين قاعاته المختلفة، عقب انتهاء عطلة المعرض التي واكبت الاحتفال بعيد ثورة يناير. «الشرق» التقت مساعد مستشار الشؤون الثقافية والعلاقات بالسفارة السعودية والمشرف على الجناح السعودي، خالد عبدالله النامي، لتسأله عن الجديد الذي تقدمه المملكة في هذه الدورة، وتتجول معه في الجناح لتقف على أهم ما يميزه. منذ فترة، والمملكة العربية السعودية تستقل بجناح خاص بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب. ما الجديد الذي تقدمه المملكة هذا العام؟ هي المرة التاسعة التي ننفرد فيها بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونحرص في كل دورة على أن نضيف الجديد، وفي هذا العام توسعنا في المساحة؛ لنضيف إليها ما يقرب من مائتي متر مربع، وهو أمر مكننا من زيادة دور النشر المشاركة، التي اشترطنا عليها جميعاً أن تكون معروضاتها من أحدث الإصدارات، وأن يكون المؤلفون سعوديين، من أدباء ومثقفين، وأساتذة في الجامعات، كما استطعنا هذا العام أن نحتضن لأول مرة مؤسسة «آلاء» لذوى الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن تخصيص قاعة للفنون التشكيلية، إضافة إلى إعداد برنامج ثقافي من المقرر أن يبدأ يوم الأحد 29 يناير، ويستمر لأربعة أيام، ويشارك فيه كبار الشخصيات السعودية، وعمدنا إلى أخذ آراء الجمهور عن طريق عمل استبيان لمعرفة الإيجابيات والسلبيات، حتى نتمكن من تفاديها في الأعوام المقبلة بإذن الله تعالى. حدثنا أكثر عن هذا الاستبيان؟ فكرة الاستبيان كانت من الإضافات الجديدة لهذا العام؛ كنوع من التواصل مع الجمهور، ومعرفة آرائه في الجناح، والأشياء التي أحبها، أو تلك التي لا يحبذ وجودها، للوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية، وورقة الاستبيان نعطيها للزائر بمجرد دخوله من بوابة الجناح، ونرفق معها «كوبون» يملأه بالبيانات، وفي نهاية اليوم يتم تجميع هذه الكوبونات، ونقوم بعمل سحب لعشرة فائزين يحصلون على جوائز فورية، هي مجموعة من الكتب القيمة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد وعدنا بإجراء سحب في نهاية المعرض، ويشمل هؤلاء الفائزين يومياً، لاختيار خمسة من بينهم يحصلون على جوائز قيمة، مثل «لابتوب»، و«بلاك بيري»، و«جوال»، وغيرها. في الجناح قاعتان تشاركان لأول مرة في المعرض، خصصت إحداهما لمؤسسة «آلاء» لذوي الاحتياجات الخاصة، والأخرى للفن التشكيلي. ماذا عنهما؟ جمعية «آلاء» لذوي الاحتياجات الخاصة هي جمعية مصرية قدم لها السفير السعودي دعوة لتكون لها قاعة خاصة في الجناح السعودي، وتكون منفذاً لبيع الأعمال اليدوية للأطفال المعاقين. وحرص السفير على ذلك، لأن كثيراً من أطفال الجمعية يحملون الجنسية السعودية. أما عن القاعة الخاصة بالفن التشكيلي، فتشرف عليها وزارة التعليم العالي، وتقدم أعمالاً للفنانين منهم: فهد بن ناصر الربيق، الذي سيقدم محاضرة بعنوان «قراءة في الفن التشكيلي السعودي.. تجربة اللوحة الشخصية.. تجربة الشعر واللون»، وهنالك لوحات للفنانة نجلاء بنت محمد السليم، وبعضها عُرض في معرض الرياض عاصمة الثقافة 2001، ومعرض الأيام الثقافية السعودية في أذربيجان وأوزبكستان، والأسبوع الثقافي السعودي في بكين 2010، والأسبوع الثقافي السعودي بكازاخستان 2010، ونالت عدداً من الجوائز وشهادات التقدير في المجال التربوي، والفني. ولا أعرف إلى الآن هل اللوحات المعروضة للبيع، أم للعرض فقط، وإن كان أغلب الظن أنها للبيع. بعض دور النشر السعودية شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب خارج الجناح السعودي، معللة ذلك بالقرار الذي صدر من اتحاد الناشرين السعودين بعدم المشاركة في معرض بالجناح الخاص بها. ما تعليقك؟ هذا الكلام غير صحيح، فالمملكة دائماً تدعم أي نشاط يقام داخل أرض مصر التي نعتبرها بلدنا الثاني، وتشدد على المساهمة في أي وقت، وأي مكان، وما حدث كان بسبب التخبط في أمر إقامة المعرض من الأساس، فنحن كنا في انتظار قرار إقامته، ونظراً للأحداث في مصر، والاحتفالات بالثورة، تخوفنا من تأجيل المعرض، أو إلغائه، بعدما تردد هذا الكلام، ولم نعلم بموعد إقامته إلا قبل ثمانية أيام من بدايته، ما جعلنا نسرع في إنجاز التجهيزات الخاصة بالجناح، فأنهيناها في وقت قياسي لا يتجاوز أربعة أيام. وهل هذه الأحداث التي كانت سبباً في التخبط حول تحديد إقامة المعرض من عدمه، انعكست بتأثيراتها على الإقبال هذا العام؟ كانت الأمور غامضة بالنسبة إلينا في الأيام التي سبقت العطلة، فقد كان الإقبال ضعيفاً، ولم نكن نعلم ماذا ينتظرنا في الأيام المقبلة. وأصارحك: كنا نخشى أن تتأزم الأمور في الاحتفال بالثورة، إلا أنه بعد انتهاء العطلة، بدأ التدفق، وازداد عدد الزوار بشكل ملحوظ. وما أكثر الكتب مبيعاً حتى الآن؟ أغلب الجمهور يقبل على مطبوعات دور النشر الدينية خاصة، ويقل الإقبال عادة على الكتب الأكاديمية الخاصة بالجامعات. نلاحظ وجود مطعم مخصص للأكلات السعودية؟ نعم، خصصنا موقعاً في الجناح للمطعم، وأهديناه لأحد المطاعم الكبرى في القاهرة، الذي اشترطنا عليه تقديم الوجبات السعودية بأسعار رمزية، حتى تكون في متناول كل الزوار، وحتى تسهم في جذب الرواد إلى الجناح. وماذا عن قاعة معهد الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى، التي لا تحتوي على كتب، وتعرض صوراً لمعالم المملكة؟ القاعة الخاصة بمعهد الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ليست جديدة على الجناح، وتشارك معنا منذ سبع سنوات، وتقوم بعرض أحدث الأبحاث التي يقوم بها المعهد في شكل صور مبسطة، مثل: كيفية أداء الحج والعمرة، إضافة إلى صور خاصة للحرمين الشريفين، وأهم معالم المملكة. والقاعة تحاول أن تطور من أدائها كل عام. خالد النامي المشرف على الجناح السعودي قاعة الفنون التشكيلية بالجناح السعودي