وقَّع مركز الجينات والأمراض الوراثية في جامعة طيبة، ممثلاً بوكيل الجامعة الدكتور سعود طاهر، ومدير مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور إبراهيم السويل، الأسبوع الماضي، اتفاقية للتعاون المشترك مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لبدء مشروع برنامج الجينوم البشري السعودي الذي يُعد باكورة انطلاقته من طيبة الطيبة، وتعقبه في المراحل التالية جامعات ومراكز علمية من مختلف أنحاء المملكة، في إنجاز متميز للجامعة، وبرعاية كريمة من سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وقال المشرف على مركز الجينات والأمراض الوراثية في جامعة طيبة الدكتور خالد الحربي، إن التركيز في المرحلة الأولى سيتم على دراسة بعض الأمراض الوراثية في منطقة المدينةالمنورة، وكذلك أمراض اعتلالات العضلة القلبية الوراثية، حيث يهدف البرنامج في المقام الأول إلى تحديد الأساس الجيني لمثل هذه الأمراض الوراثية، وغيرها بين سكان المملكة، باستخدام التسلسل الجينومي (فك الشفرة الوراثية)، والمعلوماتية الحيوية الجد متطورتين، ما سينعكس على تحول مذهل في مفهوم الرعاية الصحية عن طريق توفير تشخيص وفحص استدلالي يتسم بالسرعة والدقة والتكلفة اليسيرة، مما ستعود ثمرته على المرضى بتحسين نوعية علاجهم ومراقبتهم بشكل أفضل، لأن فهم الأسس الجينية للأمراض هو مفتاح الوقاية منها. وأوضح الحربي أن البرنامج أكبر مشروع بحثي مرَكز في التسلسلات الجينومية سيتم تنفيذه على الإطلاق، وعلى مراحل مختلفة، بدءاً بمنطقة المدينةالمنورة، مما سيوفر أساساً للطب الشخصي (Personalized medicine)، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات معرفية بالمتغيرات الطبيعية والمسببة للأمراض الوراثية في منطقة المدينةالمنورة، ومن ثم لسكان المملكة التي يمكن استخدامها على الفور في إنشاء أساليب تشخيصية لمثل هذه الأمراض، ويمكن الاستفادة من هذه الأساليب في جهود الفحوص القومية المستقبلية، مثل فحوصات حديثي الولادة، وبرامج فحوصات ما قبل الزواج، وكذلك البرامج المستقبلية المتعلقة بفحوصات المخاطر المتعلقة بالسكان، وتطوير عقاقير وعلاجات مصممة خصيصاً للأفراد من السكان المحليين.