أجبر سوء التنظيم لمنتدى الرياض الاقتصادي الذي انطلقت فعالياته أمس، وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم على مغادرة مقر المنتدى، بسبب عدم تخصيص مكان له، وظل الوزير واقفاً بعض الوقت، حتى يتدارك المنظمون هذا الخطأ، ولكنه اضطر إلى مغادرة المكان، كما غادر عدد من الحضور والشخصيات العامة، قاعة الجلسات، وانشغل أغلبهم باللهو في جوالاتهم، وعدم الاهتمام بما يدور داخل المنتدى، في الوقت نفسه أبدى عدد من الحضور وبعض محرري الصحف استياءهم من سوء التنظيم. وأكد أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر، أن المنتدى سيطرح قضايا القطاع الخاص، لافتاً إلى أن التوصيات ستطرح حلولا مناسبة لحل جميع ما يتعلق باحتياجات وهموم المواطن، مضيفا في تصريحه على هامش رعايته المنتدى في دورته السادسة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن مدينة الرياض تحظى باهتمام كبير من الحكومة، بصفتها عاصمة ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية. أوصت دراسة منتدى الرياض الاقتصادي حول الفساد، التي ناقشها المنتدى وحملت عنوان «الفساد الإداري والمالي .. الواقع والآثار وسبل الحد منه»، بربط أجهزة مكافحة الفساد في المملكة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مباشرة وليس الأجهزة التنفيذية في الدولة، مما يمكِّنها من أداء عملها بفعالية. كما أوصت الدراسة بتعديل نظام مجلس الشورى ومنحه صلاحيات التحقيق والمساءلة، وسرعة البت في قضايا الفساد من خلال القضاء على بطء إجراءات التقاضي الذي يؤخر حسم القضايا. ودعت توصيات الدراسة إلى إيجاد نظام متابعة ومراقبة محكم لتنفيذ المشروعات الحكومية، حيث يُعد التلاعب في العقود الحكومية من أهم مظاهر الفساد في المملكة، خصوصاً في مشاريع المناطق الريفية، وبناء المرافق العامة الكبيرة كالمطارات والسدود والطرق السريعة وعقود المعدات الكبيرة وغيرها، وهي المشاريع التي يكثر فيها الفساد. وطالبت التوصيات بتطبيق الحكومة الإلكترونية في المناقصات الحكومية لإغلاق ثغرات ترسية المشاريع لغير مستحقيها، واستخدام مواقع الأجهزة الحكومية بالإنترنت، لتبسيط وتسهيل الإجراءات وتسجيلها بما لا يتيح للعنصر البشري التدخل، مما يقلل من فرص ممارسة الفساد، والتركيز على التعليم والتدريب على علوم تقنية المعلومات والاتصالات واستخداماتها باعتبارها من أهم الوسائل لتحقيق التنافسية العالمية، وتنظيم عملية بيع عقود الباطن وفق الشروط الملزمة. وأكدت أهمية توفير الحماية للمبلِّغين عن الفساد وتحفيزهم، من خلال سن القوانين التي توفر الحماية لهم، وتشجِّع كل من يرى فساداً أن يقوم بالإبلاغ عنه، وإلزام الشركات بالتشريعات المحاسبية التي تمنع الرشوة، التي تُعد أحد أهم مظاهر الفساد المنتشرة في البلاد. وحثت الدراسة على العمل على دعم النزاهة ومكافحة الفساد بإدخالها في المناهج التعليمية، ودعم كل الجهود لاستخدام وسائل تعليمية حديثة ومتجددة، تناسب العصر، وتهتم بمناهج التربية على القيم الإسلامية والتربية الوطنية في كل مراحل التعليم. وأكدت أهمية دراسة مستوى تكلفة المعيشة المناسبة للمواطن الموظف بالأجهزة الحكومية، بما يتناسب والعيشة الكريمة، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار، وبالتالي تكلفة المعيشة، مما يدفع بعض الناس إلى البحث عن مصادر للدخل قد تكون غير مشروعة وتصب في الفساد الإداري والمالي. وتضمنت توصيات المنتدى المطالبة بعمل نموذج لقياس الفساد في المملكة، والتنسيق بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وأجهزة مكافحة الفساد الأخرى، مشددة على عدم منح الاستثناءات والحصانات للمسؤولين، إلا لتحقيق العدالة، وتفعيل التوعية والتثقيف للمواطنين بأشكال الفساد الأكثر انتشاراً، ومنها الرشوة والتزوير وسوء استخدام النفوذ والوساطة والمحسوبية، والعمل على تحقيق الشفافية والوضوح في المعاملات والمناقصات والمشتريات الحكومية. طرحت دراسة منتدى الرياض الاقتصادي حول الفساد، أربع مبادرات وآليات لتنفيذها بهدف مكافحة الفساد والحد منه، أولها تحديث الأنظمة ذات العلاقة المباشرة بمكافحة الفساد ومواءمتها مع اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، ويتم تنفيذ المبادرة من خلال دراسة عناصر اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، ودراسة كافة الأنظمة الجنائية المتصلة بجرائم الفساد واقتراح ما يلزم لتحديثها. وتتعلق المبادرة الثانية بتعزيز دور مجلس الشورى وتفعيل دور أجهزة الرقابة الإدارية والمالية، من خلال منح مجلس الشورى الحق في مناقشة الحسابات الختامية للدولة والصناديق الاستثمارية ومشروع الموازنة العامة قبل إقرارها من مجلس الوزراء، علاوة على منحه صلاحية مساءلة الأجهزة الحكومية عن أدائها ومساءلة القيادات العليا، وتعزيز المكانة التنظيمية للأجهزة الرقابية وربطها إدارياً بالملك، ومنحها استقلالية من الأنظمة المالية والإدارية الحكومية وعدم إخضاعها لنظام الخدمة المدنية. واقترحت المبادرة الثالثة إطلاق بوابة إلكترونية عامة لإطلاع المجتمع وتوفير المعلومات له عن كافة العقود والمشاريع الحكومية بتفاصيلها، ويتم تنفيذها عبر آليات تتضمن إنشاء بوابة إلكترونية بمواصفات عالية، وتقسيمها بحسب الجهات الحكومية، ووضع تنظيم يبين المعلومات المطلوبة وكيفية إدراجها في البوابة، على أن يتم تحديث المعلومات بشكل شهري تحت مسؤولية رئيس الجهة القائمة على المشروع، وتتولى هيئة مكافحة الفساد مسؤولية متابعة استيفاء كافة الجهات الحكومية للمعلومات المطلوبة. وتتعلق المبادرة الرابعة بتطوير أدوات اختيار القيادات الإدارية ومساءلتها، وتتضمن آلية تنفيذها إيجاد معايير دقيقة ومدروسة لاختيار تلك القيادات، وتفعيل دور مجلس الشورى في اختيار القيادات، وضرورة الربط بين التجديد للمسؤولين وبين أدائهم الوظيفي، وتفعيل إقرار الذمة المالية.