كشف مدير مكتب التراث العمراني في الشرقية، جلال الهارون، عن عمله مع فريق من هيئة السياحة والآثار لاستخلاص مادة علمية رصينة بعيداً عن الاجتهادات الصحفية، تخدم الباحثين في الرجوع لها مستقبلاً من خلال مشروع إعادة تأهيل وترميم كل من قلعة تاروت وقصر دارين، الذي تقوم به هيئة السياحة والآثار حالياً، وقال ل «الشرق»: «تشتمل هذه المادة على التوسعات الجديدة للمواقع الأثرية بجانب الأجزاء التي هدمت ولم ترمم، بالإضافة إلى التحليل المعماري والتاريخي لهما» . وكانت هيئة السياحة والآثار قد تعاقدت مؤخراً مع الباحث والمؤرخ جلال الهارون عن طريق الإعارة من عمله الرسمي في شركة الكهرباء، من أجل الإشراف على المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية ووضع خطة لتقرير الخط السياحي وتحديد المعالم المهمة للعمل على ترميمها. وأشار الهارون، إلى توقيع الهيئة عقدين منفصلين منذ شهر مضى مع إحدى الشركات المتعهدة من أجل الرفع المساحي والمعماري في المواقع الأثرية لكل من قصر دارين وقلعة تاروت والبيوت الطينية المحيطة بهما، قائلاً «تستمر خطة العمل ستة أشهر، بعدها سنقوم بتنفيذ الرسومات المعمارية والرفع المساحي، للدخول في التفاصيل الإنشائية وطرق البناء، بجانب تحديد الاحتياجات اللازمة للبدء بالترميم الفعلي، بجانب وضع تصور نهائي للمشروع السياحي والمستثمرين». وأكد الهارون، أن هيئة السياحة والآثار حريصة على الانتهاء من مشروع تأهيل وترميم قصر دارين وقلعة تاروت، اللذين يُعدَّان من أبرز مقومات الجذب السياحي وشاهدين حضاريين في المنطقة الشرقية، مضيفاً «قامت الهيئة بتمويل المشروع والتعاقد مع مكتب هندسي، ويعتبر ذلك فرصة مناسبة للعمل الجماعي بعد أن كنت أعمل في السابق منفرداً، وسيكون ناتجه المادة العلمية التي ستكون مرجعاً مهماً للباحثين في مجال التراث والآثار». الجدير بالذكر، لم يعد يتبقى الآن من قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني الذي يمثل ثروة أثرية مهمة إلا الحجر؛ الذي يعود تأسيسه إلى ما بعد عام 1150ه بحسب مؤرخين، لكن القصر لم يعد قصراً، وحتى عام 1997م كان المتبقي منه برجاً واحداً يقابل البحر، وأخذ البرج يتساقط جزءاً جزءاً حتى آل إلى كومة من أحجار، وقد كان القصر شاهداً على مرحلتين وقعتا قبل وبعد انهيار عصر اللؤلؤ، ومن جهة أخرى اجتمعت فيه ملامح المعمار الخليجي في العهد العثماني بما تنطوي عليه من مظاهر الوجاهة والثراء ومتطلبات الأمن. وقد كان القصر يعكس مفهوم «القلعة» المسوَّرة، وبحسب المؤرخ علي الدرورة، فإنه كان يقع فوق مرتفع صخري، وتمَّ إنشاؤه على شكل شبه مستطيل منفصل عن منازل قرية دارين القديمة. وللقلعة أبواب من الجهات الأربع، ثلاثة منها من جهة الجنوب مطلة على البحر، والباب الكبير هو الرئيس وهو الأوسط، وقد استخدم الباب الغربي للنساء، أما الباب الشرقي فكان خاصاً بالبرج. وكانت القلعة مكونة من طابقين، وفي الزاوية الشرقية الجنوبية كان يقع البرج الأسطواني الذي كانت وظيفته أمنية.