دوّت أصوات التكبير والتهليل من مئات المصلين، أمس، في جامع الإمام فيصل بن تركي بحي الجلوية في الدمام، بعد أن شهدوا نطق الشهادة من قِبَل مقيمين فلبينيين معلنين إسلامهما. ولقن إمام الجامع عضو الدعوة بمركز الدعوة والإرشاد الشيخ سلطان العويد الشهادة للشخصين بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، وسط دعوات المصلين ومناظر البهجة في موقف إيماني جليل، لم يتمالك فيه البعض حبس دموعهم، فيما اصطف معظم المصلين خلف بعضهم للسلام والمباركة والدعاء للمسلمين الجديدين، اللذين بدا على محياهما ارتياح كبير، في ظل الاحتفاء اللذين حظيا به والترحيب البالغ من الجميع كباراً وصغاراً. «الشرق» كانت هناك، والتقت المهندس عبدالحفيظ عسل (سوداني الجنسية) الذي كان له دور بارز في إسلام الشخصين، حيث يقول إنهما يعملان معه في إحدى الشركات الخاصة منذ ست سنوات، وخلال تلك الفترة كان لديهما حب استطلاع شديد لتعلم الدين الإسلامي، خاصة بعد اقترابهما أكثر من أفراد المجتمع والاحتكاك معهم، وما وجداه من أبناء هذا الوطن من تسامح وكرم وطيبة ومكارم الأخلاق، وبعد أن لمست منهما رغبتهما بتعلم الإسلام أهديتهما كتباً تعريفية به وغيره من وسائل تعليمية، إلى أن اقتنعا اقتناعاً تاماً بهذا الدين، وطلبا أن نرشدهما إلى كيفية اعتناقه، وحسب ما أكده أعضاء مركز الدعوة والإرشاد بالدمام أنهم لم يجدوا أي عناء في توصيل معنى الإسلام وأركانه للشخصين، حيث كان لديهما اطلاع شبه تام عن تعاليم الإسلام منذ عدة أعوام. من زاوية أخرى بلغ عدد المشهرين إسلامهم في مدينة الدمام خلال شهر 73 مقيماً، من خلال مكتب توعية الجاليات الدعوية. وقال مدير المكتب عميد كلية التربية بالدمام عبدالواحد المزروع إن المكتب أقام هذا الشهر ما يزيد على 618 منشطاً دعوياً منوعاً، وزعت فيه 22 ألف مادة دعوية، منها المطويات والأشرطة والكتيبات، وينشط دعاة المكتب في أكثر من موقع لتجمعات العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات، لدعوتهم إلى الإسلام بالحسنى، وتبيين سماحته ويسره على الناس، كما أن المكتب يحرص على العناية بالمسلمين الجدد؛ من خلال برنامج خاص يشتمل على محاضرات دورية، ورحلة عمرة يتكفل بها عدد من الميسورين تحبيباً لهم في الإسلام. كما أن هناك برج «وقف الهداية»، ومن المقرر أن يساعد في دعم أعمال المكتب مثل المصلى المتنقل، الذي يتسع إلى ثلاثمائة شخص، ويمكن توسعته إلى ألف مصلٍ، وهو عبارة عن سيارة كبيرة عليها صندوق يحمل سجاجيد للصلاة، ومكبرات صوت، وخزان ماء، ومئذنة، ومولداً للكهرباء، وأرففاً لحمل المصاحف.ويقوم عليه مؤذن وإمام، وحين دخول وقت الصلاة يتم اختيار المكان المناسب الموجود فيه الناس كالمتنزهات والشواطئ والأحياء البعيدة التي لا يتوفر فيها مصليات للصلاة فيها، كما أن هناك برنامجاً توعيوياً يتم فيه إلقاء الكلمات والمحاضرات عقب بعض الصلوات، واستضافة الدعاة المعروفين والمؤثرين لتوعية الناس وحثهم على الطاعات.وهناك مشروع السيارة الدعوية، وتهدف إلى تسهيل وصول المادة الدعوية لجميع فئات المجتمع، وتمكين المحتاج للمواد الدعوية من الوصول لمواقع الجاليات، وتحوي كتباً ومطويات، وأشرطة للمسلمين وغير المسلمين. بالإضافة لبرامج الدعوة عن بعد عبر شبكة الإنترنت.