ألقت التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية، المدعومة بدراسات أكاديمية، ظلالا من الشك على الافتراضات الشائعة بأن ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية سوف تشعل سلسلة من الأحداث الكارثية، مثل صراع إقليمي، وأحداث إرهابية واسعة وأسعار نفط مرتفعة جدا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الشعب الإيراني سيرحب بهجوم على إيران. وتستنتج التقديرات أن التهديد برد إيراني جزء منه مجرد خدعة. وتلعب هذه التقديرات دوراً هاما في حسابات إسرائيل ، حول ما إذا كانت ستقصف إيران في النهاية أم لا، أو ما إذا كان عليها أن تقنع الولاياتالمتحدة لتفعل ذلك، حتى في الوقت الذي تخضع فيه إيران لعقوبات اقتصادية قاسية جديدة من الغرب. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لراديو إسرائيل في نوفمبر الماضي أن “الحرب ليست نزهة”، ولكن إذا كانت إسرائيل ترى أنها مجبرة على القيام بعمل عسكري فسيكون من الممكن تحمل ردة الفعل لأنه “لن يكون هناك 100.000 أو 10.000 أو حتى 1.00 قتيل. لن تتعرض دولة إسرائيل للتدمير.” وهددت الحكومة الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، والذي يعبر من خلاله حوالي 90% من نفط الخليج وأكثر من 35% من حركة النفط العالمي ، وأنها إذا تعرضت لهجوم فإنها سترد بكل قوتها العسكرية ، وتقول إسرائيل إن التهديدات مبالغ بها. وأثارت القضية في إسرائيل ما هو أكثر حدة من الجدل حول حكمة وإمكانية القيام بضربة ضد إيران. ويقول البعض إنه حتى الضربة العسكرية الناجحة لن تفعل شيئا أكثر من تأخير البرنامج النووي الإيراني، وربما تزيد تصميم إيران على الحصول على القدرة النووية. وأظهرت نقاشات مع عدة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين عدة أمور، منها مطالبة إسرائيل بالعقوبات الجديدة على إيران سيعطيها عدة أشهر كي تظهر آثارها؛ وربما تكون العقوبات غير كافية؛ وتبقى الضربة العسكرية خيارا حقيقيا؛ والأوضاع بعد أي هجوم على إيران ستكون أقل خطورة من أن تمتلك إيران أسلحة نووية.وتظهر درسة أجراها معهد الدراسات الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب أن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز مجرد خداع على الغالب. وتقول الدراسة أن إيران لن تتمكن من إغلاق المضيق لأي مدة زمنية ولن يكون ذلك في مصلحة إيران. كما أن إغلاق المضيق سيقود إلى مواجهة شاملة مع الولاياتالمتحدة، وهو أمر تريد إيران أن تتجنبه.وتقول دراسة أخرى نشرها مركز بيجن-السادات أن الخوف من حرب صواريخ ضد إسرائيل مبالغ فيه لأن الصواريخ لن تحدث إلا أضرارا محدودة.