دعا وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، إلى استبدال مسمى الطب البديل بالطب التكميلي، وضبط وتنظيم ممارسات الطب التقليدي والتكميلي لضمان المأمونية والفاعلية والجودة في مهنيته، إضافة إلى رفع مستوى وعي المجتمع ونشر السلوكيات المعززة للاستخدام الرشيد لهذا المجال الطبي الهام. وقال في تصريح صحفي عقب تدشينه اليوم المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي "نحو طب تكميلي مبني على البراهين" الذي نظمه المركز الوطني للطب البديل في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق إنتركونتيننتال بالرياض، "إن الطب التكميلي شهد إقبالاً كبيراً على مستوى العالم رغم التطور المعرفي والحضاري"، مبينًا أن الدراسات أشارت إلى انتشار كثير من الممارسات الصحية الخاطئة بين فئات المجتمع الخليجي في استخدام الطب البديل، لذا وجدت الحاجة لتقنين هذه الممارسات وتنظيمها، ووضع ضوابط التأهيل والترخيص وآليات الرقابة لها. وأكد الحاجة الماسّة لضبط وتنظيم ممارسات الطب التقليدي والتكميلي لضمان المأمونية والفاعلية والجودة، ورفع مستوى وعي المجتمع ونشر السلوكيات المعززة للاستخدام الرشيد له، مثلما هو في مجال الحجامة، حيث أكد أن مجلس الخدمات الصحية حث على إجراء المزيد من البحوث والدراسات والمسوحات في هذا المجال لضمان مأمونية هذه الممارسة الطبية. وكان قد ألقى كلمة خلال حفل تدشين المؤتمر، أشار فيها إلى أهمية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الطب التكميلي، وما مرت به من تحديات ومعوقات في تنظيم وضبط وتقنين الممارسات الخاصة بالطب البديل، لكي لا يتم نقل ما لم تثبت مأمونيته إلى المجتمع. وأفاد إلى أن وزارة الصحة أدركت أهمية الطب البديل والتكميلي، لذا حرصت من خلال المركز الوطني للطب البديل والتكميلي على تنظيم هذا المؤتمر، للوصول إلى أفضل التوصيات التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع، بالتعاون مع الخبرات الوطنية والعالمية والجهات ذات العلاقة، مستفيدين في ذلك من التجارب العالمية السابقة. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي الدكتور عبدالله بن محمد البداح، أن ثلاثة أرباع العالم يعالجون مرضاهم بالطب البديل، باستخدام علاجات وطرق متنوعة آمنة، مبينا أن الطب البديل له أهمية بارزة في الوقاية من الأمراض، وقد تم إدخاله في المناهج التعليمية والأكاديمية الطبية في الكثير من المؤسسات التعليم الحكومية والخاصة. وأكد أن المملكة اهتمت بهذا المجال الطبي، حيث صدر قرار مجلس الوزراء رقم 236 في شهر شعبان عام 1429ه، بإنشاء المركز الوطني للطب البديل والتكميلي ضمن وزارة الصحة، ويعمل باعتباره جهة مرجعية وطنية في كل ما يتعلق بنشاطات هذا التخصص الطبي الهام، ويرتبط مباشرة بمعالي وزير الصحة، ليعمل على تنظيم ورقابة كل ما يخص الممارسات التطبيقية الخاصة بالطب البديل والتكميلي في البلاد، وتوعية المجتمع حيالها. وأفاد الدكتور البداح أن المؤتمر يهدف إلى زيادة المعرفة بمفهوم الطب البديل والتكميلي والاستخدام الرشيد لهذا المجال الطبي، من خلال سبعة محاور تتركز حول الطب التكميلي المبني على البراهين، وإستراتيجية منظمة الصحة العالمية حوله، والدراسات العالمية في الطب البديل، علاوة على ثقافة المعافاة، ومعايير التدريب في الطب التكميلي في مجال الحجامة، والتوازن بين النظم ورعاية المريض، ودور التقييم التقني الصحي وأهميته في الطب التكميلي. وألقى رئيس المبادرة العالمية لنظم الطب التقليدي البروفيسور جيرارد بوديكر، محاضرة خلال حفل الافتتاح، تناول فيها موضوع الطب البديل وعلاقته بالطب الحديث، داعيًا إلى الاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية في مجال الطب البديل، لاسيما ما يتعلق بممارسات المجتمع الإسلامي في مجال الطب الشعبي، وإدراجها ضمن الرعاية الصحية الأولية. وفي ختام حفل الافتتاح كرم معالي وزير الصحة المتحدثين المشاركين في المؤتمر من داخل المملكة وخارجها. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في جلساته اليوم الوضع العالمي للطب التقليدي والتكميلي : مقدمة حول إستراتيجية الطب التقليدي لمنظمة الصحة العالمية خلال عام 2014م، إلى جانب استعراض نماذج من الرعاية الاندماجية القائمة على الأدلة والبراهين العالمية، كما ستناقش الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي في جلسة خاصة موضوع الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض: هل تستطيع تجاهل خيارات المريض.