أفاد شهود عيان فلسطينيون أمس السبت بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل ثلاثة شبان فلسطينيين قرب الحدود شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة. وقال الشهود إن «ثلاثة شبان فلسطينيين كانوا تجاوزوا السياج الحدودي الإسرائيلي بين قطاع غزة وإسرائيل عندما قامت قوة عسكرية إسرائيلية باعتقالهم واقتيادهم إلى جهة غير معلومة». وأكدت وكالة «الراي» الناطقة باسم حكومة حماس اعتقال الفلسطينيين الثلاثة، دون مزيد من التفاصيل. وأوضح الشهود أن هؤلاء الثلاثة «كانوا غير مسلحين ويبدو أنهم عمال حاولوا التسلل إلى إسرائيل بهدف العمل». وبيَّن مصدر أمني محلي أن هذا الحادث «ليس الأول من نوعه، حيث إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من مرة مواطنين اقتربوا من الحدود أو تسللوا داخل الخط الأخضر بهدف البحث عن عمل». في سياقٍ متصل، قالت لجنة شعبية فلسطينية أمس إن معدلات البطالة في قطاع غزة الفلسطيني وصلت إلى 50 % بفعل حظر إسرائيل توريد مواد البناء إلى القطاع. وذكرت اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، في بيانٍ صحفي، أن آلاف العمال في قطاع الإنشاءات والصناعات المرتبطة به تعطلوا بسبب حظر دخول مواد البناء والتوقف التام في عمل المشاريع الإنشائية التابعة للمؤسسات الدولية والقطاع الخاص في غزة بقيمة 200 مليون دولار. أوضحت اللجنة أن قطاع المشاريع الإنشائية يشمل عمليات بناء المساكن والمنشآت الاقتصادية وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والبنى التحتية وغيرها، وحذرت أن هذا التوقف من شأنه أن يدهور الاقتصاد المنهك بسبب الحصار الإسرائيلي، مشيرةً إلى إحصاءات رسمية تفيد بأن قطاع الإنشاءات يساهم ب 35 % من اقتصاد غزة. ولفتت اللجنة إلى أن معدل دخل الفرد اليومي في غزة لا يتجاوز ال 2 دولار وأن أكثر من مليون شخص يعتمدون على المساعدات الدولية والإغاثية، محذرةً من ارتفاع هذه النسبة في ظل تعطل المشاريع. وسمحت إسرائيل في 22 من سبتمبر الماضي بإدخال مواد بناء لصالح التجار المحليين في غزة لأول مرة منذ منتصف عام 2007، إلا أنها ألغت ذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط إثر اكتشافها نفقاً أرضياً تم حفره من جنوب القطاع تجاه الأراضي الإسرائيلية. في الوقت نفسه، توقف توريد مواد البناء عبر أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر منذ شن الجيش المصري حملة إغلاق واسعة لأنفاق التهريب مع قطاع غزة بعد احتجاجات 30 يونيو التي أدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي. في هذه الأثناء، أعلنت النقابة العامة لعمال الخياطة والغزل والنسيج في غزة توقف عمل 100 مصنع للخياطة والغزل والنسيج بشكل كامل جراء أزمة الوقود والكهرباء واستمرار تشديد الخناق. وذكر بيان صادر عن النقابة أن أكثر من ألف عامل فقدوا عملهم بفعل توقف عمل مصانع الخياطة والغزل والنسيج بشكل كامل. وأشار البيان إلى أن المصانع المغلقة كانت تمكنت من استعادة عافيتها بعد دخول كميات من الأقمشة ومستلزمات الخياطة إلى أسواق غزة عبر أنفاق التهريب مع مصر. وتوقفت منذ الأول من الشهر الجاري محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، ما أدى إلى ارتفاع العجز في انقطاع التيار الكهربائي إلى 75 %.