قال الكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي إن اعتذار وزارة الثقافة والإعلام عن المشاركة في الدورة العشرين لمهرجان المسرح الأردني، الذي افتتح فعالياته الخميس قبل الماضي وتختتم اليوم الأحد، لا يخدم الحراك المسرحي السعودي، كما لا يدعو إلى التفاؤل بشأن دعم الوزارة للعمل المسرحي. واعتبر الحارثي، وهو مؤلف العرض المسرحي «سيد الجماجم» الفائز بجائزة أفضل عرض متميز في مهرجان الصواري المسرحي التاسع الذي اختتم فعالياته مؤخراً في البحرين، في تصريحات خاصة ل «الشرق» أنه دُهش لعدم وجود عرض مسرحي سعودي مشارك في مهرجان المسرح الأردني، بالرغم من أن المهرجان قدّم دعوة لوزارة الثقافة والإعلام وخاطبها بشكل رسمي، حسب قوله، وأضاف «جاءت إجابة الوزارة مخيبة ومحبطة لمن كان يتابع الحراك المسرحي الثري خلال العام الماضي»، مبيناً أن نصَّ رد الوزارة «عذراً لن تستطيع المملكة العربية السعودية أن تشارك في المهرجان، وذلك لعدم وجود عروض مسرحية جاهزة في هذه الفترة». وتساءل الحارثي «على أي أساس تم إصدار هذا الحكم المجحف من قبل الوزارة، ولماذا لا تدعم وزارتنا وجود المسرح في المحافل العربية والدولية، وخصوصاً في مهرجان الأردن الذي تهوي إليه أفئدة المسرحيين جميعاً لعرض خلاصة ما توصلوا إليه. هل أصبح مسرحنا مخجلا لدرجة أن الوزارة لن ترشح عرضاً حتى لا يشاهدوا مدى التشوّه في حراكنا». وأضاف «الوزارة تعلم أن هناك عروضاً مسرحية جاهزة للمشاركة ضمن هذه التظاهرة، وليس من المنطقي أن يتم تجاهل العروض التي قدمها المسرحيون خلال العام الهجري المنصرم»، مطالباً بإحالة قرار المشاركة من عدمه لجمعية المسرحيين السعوديين، أو استشارة لجنة متخصصة للنظر في العروض المناسبة. من جهته، أرجع المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الملحم، اعتذار الوزارة عن المشاركة في مهرجان المسرح الأردني العشرين إلى تأخر ورود الدعوة الموجهة للوزارة من قبل المنظمين. وقال الملحم ل»الشرق» إن هناك عديداً من المبررات التي تقف وراء عدم المشاركة، والتي قال إن عدم العلم بها أتاح المجال لعديد من التساؤلات والتكهنات حول عدم المشاركة، وأكد أن الوزارة تؤمن بالعمل بمبدأ الشفافية في إيضاح تلك المبررات، مشيراً إلى أن الدعوة للمشاركة في المهرجان وردت من قبل وزارة الخارجية بتاريخ 29 أغسطس الماضي، وأحيلت إلى وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية مطلع سبتمبر التالي، بينما تضمنت الدعوة التأكيد على أن يكون الرد بالمشاركة في موعد أقصاه الأول من شهر سبتمبر، أي أن الدعوة وردت إلى الوكالة في يوم نهاية المهلة. يذكر أن الدورة العشرين لمهرجان المسرح الأردني تستضيف هذا العام عروضاً مسرحية عربية، مثل مسرحية «نهارات علول» من إخراج الإماراتي حسن رجب، و«الأخيلة المتهالكة» للسوداني ربيع يوسف الحسن، و«صفُر القطار» للتونسية دليلة مفتاحي، ومسرحية «الجميلات» للجزائرية سونيا. فيما اختير الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الإماراتي إسماعيل عبدالله «شخصية المهرجان» للدورة الحالية، تقديراً لمنجزاته الإبداعية في مجال المسرح ودعمه الموصول الحركة المسرحية العربية.