اقتحم ولي أمر طالب مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مدينة حفر الباطن، واعتدى برفقة آخرين من أقاربه، على معلمين فيها. قبل أن توقفهم جميعاً الأجهزة الأمنية، التي أحالتهم إلى التحقيق. وكان منسوبو ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح الواقعة في حي العشيش (10 كيلومترات غرب حفر الباطن)، فوجئوا يوم الأربعاء الماضي، بدخول ولي أمر طالب بسيارته عنوة إلى فناء المدرسة، قبل أن يقتحم المبنى، ويعتدي على أحد المعلمين، وتركه في وقت لاحق، بعد أن أخبره ابنه أنه ليس المقصود، واستمر في البحث عن معلم كان عاتب ابنه على مُخالفة سلوكية. واختلط الحابل بالنابل في المدرسة، فيما حوصر بعض المدرسين داخل أحد الفصول. وكان المعلم وبخ الطالب أثناء الفسحة، فخرج الأخير من المدرسة، متوجها إلى والده، الذي حضر وبمعيته بعض أقاربه، بهدف الاعتداء على المعلم. ودخلوا بسيارتهم إلى فناء المدرسة، للبحث عن المعلم، بحسب الأوصاف التي قدمها ابنه. وعلى رغم محاولة عدد من المعلمين التدخل، لتهدئة الأب، إلا أن عدداً من أقارب الطالب، حضروا بسيارة أخرى، محملين بأسلحة بيضاء وعصي، فتدخل أحد المعلمين القدامى، وأدخل زملاءه المُهددين إلى إحدى الغرف، منعاً لوصول المعتدين، الذين تجمعوا عند بوابة المدرسة، قبل أن تحضر الدوريات بكثافة، لتقبض على بعض من كان طرفاً في القضية، وتفرق التجمعات. ولم ينته الأمر عند ذلك، إذ لا زال المعلمون يتلقون تهديدات من والد الطالب وأقاربه، على رغم تحفظ شرطة حفر الباطن، عليهم. بدوره، قال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني أن شرطة حفر الباطن، تلقت بلاغاً عن قيام ولي أمر طالب، وبرفقته شخص، وكلاهما مقيمان، يبلغان من العمر 40 سنة، بالاعتداء على معلم. وتم القبض عليهما، وإيقافهما. ولا يزال التحقيق جارياً معهما». وعن سبب الاعتداء على المعلم، أوضح القحطاني، أن «أحد المعلمين أنب طالباً بالكلام، من دون أن يضربه، ما جعله يستدعي والده ومن معه»، مستغرباً أن «يُلجأ إلى العنف في مثل هذه الظروف»، داعياً إلى «البعد عن السلوك العدواني. وأن على من له حق، أن يسلك القنوات الرسمية والطرق القانونية». وأثارت القضية حنق المعلمين والتربويين، الذين رأوا في مثل هذا السلوك «اعتداء على حرمة المدرسة والتعليم». وطالبوا وزارة التربية والتعليم وإمارة المنطقة الشرقية، ب «التدخل العاجل». وطالب أحد المشرفين التربويين في حديث ب «وضع عقوبات صارمة في حق من ينقص من قدر المعلم والتعليم. فكما أن على المعلم واجبات، فله حقوق، وينبغي أن تُصان كرامته، وأن يحمى حقه، لأن تجاهل مثل هذا الحدث؛ سيعطي مؤشراً سلبياً حول احترام المعلم والتعليم لدى الناشئة. كما ناشد وبقوة على صرامة وزارة التربية والتعليم، إبان التعامل مع قضايا ضرب المعلمين للطلاب، فنحن نطالب بأن يتم التعامل بالمثل، فالنظريات التربية تشدد على أن الطالب كي يتلقى العلم من معلمه، يجب أن يحترمه، وينظر إليه كقدوة ومثال، وهو ما سينتفي حين مرور مثل هذه الحادثة مرور الكرام من قبل المعنيين بالأمر». يُشار إلى أن ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح، تقع في حي «العشيش» الذي شيدت معظم بيوته من الصفائح المعدنية، ومعظم سكانه مقيمون من فئة «البدون».