على الرغم من انتشار الجمعيات الخيرية في مناطق المملكة كافة ومساعدتها المعوزين على مصاعب الحياة وتكاليف المعيشة ومواجهة الظروف، إلا أنها لم تستطع سد حاجيات أولئك الفقراء وإعانتهم على أمورهم الحياتية بشكل تام، بل إن البعض منها يحتاج إلى المساعدة ويطلب مد يد العون تجاهها, ورغم الحديث عن الصندوق الخيري فإنه وضع الفقراء في المنطقة صعب للغاية. ففي بيشة تم تأسيس خمس جمعيات في المحافظة والمراكز التابعة لها كان آخرها الموافقة على إنشاء الجمعية الخيرية في الجنينة والتي تبعد عن بيشة بما يقارب 50 كيلو مترا، إلا أن شح الموارد جعل عديدا من الأسر الفقيرة في بيشة على قائمة الانتظار سواء كانوا أسرا أو أيتاما. وبحسب إحصائية الجمعية الخيرية في بيشة فإن هناك نحو 600 يتيم ما زالوا على قائمة الانتظار مما أوقع الجمعيات في حرج لكثرة الطلبات في ظل غلاء الأسعار، وربما المسكن, حيث إن بعض الأسرة ما زال يعيش في منزل متهالك أو مبني من الطين أو مغطى بالهنجر, مما قد يتسبب في تكون الأحياء العشوائية التي تشكل خطرا قادما. «الاقتصادية» التقت عددا من المواطنين الذين يعيشون حالة متدنية من الفقر في مركز الثنية الذي يبعد عن بيشة نحو 35 كيلو مترا غربا، فالبداية كانت مع «أم محمد» البالغة من العمر 90 عاما، التي قالت إنها تعول أسرتها المكونة من عشرة أشخاص، يسكنون في منزل متهالك يتكون من غرفتين مبنيتين من البطانيات والهنجر غير المثبت وبعض أكياس الشعير، ولك أن تتخيل كيف يكون وضع هذا المنزل خلال الشتاء أو الصيف. وقالت إنه على الرغم من أن المعونات التي تصلنا من الجمعية الخيرية ومن أهل الخير إلا أننا بحاجة ماسة إلى بناء مسكن يحمينا من المطر والبرد والهوام. من جهته، أوضح مسفر الأكلبي «أنه بنى منزله البسيط بيديه لعدم وجود المال الكافي للتعاقد مع مقاول، فضلا عن عدم وجود دخل ثابت له، حيث يتخذ من بيع وشراء الخردوات مصدر رزق له ولأسرته المكونة من ستة أشخاص. وناشد الأكلبي أهل الخير بمد يد العون للجمعيات الخيرية في بيشة وخاصة الثنية لأنها الأشد تضررا من الفقر، متمنيا إنشاء مركز للنمو أسوة ببعض المحافظات في المنطقة الجنوبية. وعلى الطرف الآخر، قال سعد بن سعيد الغصن المشرف على الجمعية الخيرية في الثنية، «إننا في مركز الثنية نعاني أشد المعاناة شح الموارد التي تصلنا من رجال الأعمال وأهل الخير والمؤسسات الخيرية التي لا تذكر». وأوضح أن جمعية الثنية التي تضم نحو 700 أسرة فقيرة و40 يتيما لم تتم كفالة سوى 17 منهم، تدعم حلقات تحفيظ القرآن وتكريم حفظة كتاب الله في مدارس تحفيظ القرآن في المركز، ضمن البرامج التي تشرف عليها الجمعية، إضافة إلى تقديم الحقيبة المدرسية للطلاب المحتاجين، وتقديم وجبة إفطار الطالب. واقترح إنشاء مبان للفقراء الذين يسكنون مباني خطرة ومتهالكة مبنية بالهنجر والأسلاك الحديدية والخيام وحمايتهم من الأخطار.