تحدثت تقارير تستند إلى مصادر في وزارة الداخلية الإيرانية أن المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي كان قد حصل على حوالي 21 مليوناً من اجمالي أصوات المقترعين الإيرانيين ال37 مليون صوت خلال الانتخابات الرئاسية العاشرة التي فاز فيها رسميا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. الجدير بالذكر ان ايران رفضت السماح لمراقبين دوليين، كما يفترض، بالاشراف او الاطلاع على ادارة الانتخابات الايرانية، التي كلفت بادارتها وزارة الداخلية، التي يرأسها مقرب من الرئيس نجاد. ونسبت مصادر إصلاحية إلى عاملين في لجنة فرز الأصوات في وزارة الداخلية الإيرانية بأن رئيس الوزراء الإيراني السابق هو الفائز الحقيقي في الانتخابات الأخيرة. وقال المصدر إن كل الإحصائيات التي نشرتها الوزارة والتي تظهر فوز أحمدي نجاد "ملفقة ومعدة مسبقا". وأوضح أنه عندما بدأت لجنة الانتخابات بفرز الاصوات لم يصلها في تلك الساعة من مساء الجمعة 12/6/2009 إلا بعض الصناديق التي كانت تحتوي على حوالي 500 الف من أصوات المقترعين فقط ، لذا ما أعلنه كامران دانشجو (المتحدث باسم الداخلية الإيرانية) لا علاقة له به نتائج فرز الاصوات حتى تلك الساعة. واتهم المصدر الحكومي الوزارة بتزوير النتائج عبر برمجيات الحاسوب بطريقة تتوزع الأصوات في كل مرحلة طبقا للاصوات التي أدلى بها المقترعون في مراكز التصويت لإضفاء الواقعية على التزوير. مضيفا أن الوزارة لم تزور بطاقات الانتخاب لكنها زورت النتائج واوضح بان محضر فرز أغلبية الأصوات التي أدلى بها المقترعون موجودة في لجنة صيانة الأصوات، وأن الاصوات الحقيقية التي حصل عليها احمدي نجاد توجد في صناديقها الأصلية و من الصعوبة بمكان التلاعب فيها. وحسب التقرير الذي تم تسريبه فإن عدد الاصوات الحقيقية تظهر حصول مير حسين موسوي على 21 مليون من الاصوات أي بنسبة 57% من المجموع الإجمالي مقابل 10 ملايين صوت للرئيس نجاد بما يعادل 28% من الأصوات . وأكد التقرير حصول محسن رضائي على نحو ثلاثة ملايين صوت وأقلهم كان الشيخ مهدي كروبي على 2 مليون صوت فقط. وذكر التقرير ان عدد المشاركين في الانتخابات بلغ 37 مليون شخص، وأن عدد الأصوات الباطلة بلغت 600 الف صوت. ويفيد هذا المصدر بأن موظفين في الداخلية الإيرانية كانت قد اتصلت بالإصلاحيين بعد إطلاعها على النتائج الاولية فابلغتهم بحتمية فوز ميرحسين موسوي حسب المعطيات الملموسة الامر الذي دفع الرئيس السابق محمد خاتمي أن يستعجل ويهنيء موسوي بالفوز قبل الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية. وتتهم مصادر إصلاحية ما يعرف بالحزب الثكناتي التدخل لصالح احمدي نجاد ولكن من الصعوبة بمكان تقديم إثباتات مادية سواء على نزاهة الانتخابات او تزويرها خاصة أن السلطات الايرانية منعت المراقبين الدوليين من مراقبتها. والامر اثار استغراب الجميع، وشكك في النتائج، فوز أحمدي نجاد في مساقط رؤوس المنافسين الآخرين، وهي مناطق تسودها صلات قومية وقبلية. فعلى سبيل المثال حصل نجاد، طبقا للارقام الرسمية التي نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، حصل على 830 صوت من مجموع 900 صوت في قرية "لالي"، حيث مسقط رأس المرشح المحافظ الجنرال محسن رضائي. وتقطن القرية فرع قبيلة "جهار لنج" الورية البختيارية المعروفة بتعصبها القبلي وتمسكها بصلات الدم والقرابة. وحسب الإحصائية حصل المرشحون الثلاثة الآخرون بما فيهم محسن رضائي نفسه على 70 من الأصوات فقط . وتكرر نفس المشهد في مسقط رأس موسوي الآذربيجاني التركي، وكروبي اللوري . وما زاد الشكوك أيضا السرعة التي أعلنت بها وكالة الأنباء الايرانية الرسمية مساء الجمعة فوز الرئيس أحمدي نجاد، بعيد اعلان مير حسين موسوي المنافس الأبرز لاحمدي نجاد فوزه. ثم أعلنت وزارة الداخلية بعدها وبسرعة مدهشة نتائج تشير الى فوز ساحق للمحافظ المتشدد أحمدي نجاد بنسبة (62,6%) على المحافظ المعتدل موسوي بنسبة (33,7%). يذكر أن وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية و وكالة فارس للأنباء المؤيدتين لأحمدي نجاد كانتا قد نشرتا إرقام متقاربة جدا مع تلك التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية التي يترأسها الوزير صادق محصولي أقرب أعضاء الحكومة للرئيس الحالي والذي ساهم في تمويل بعض تكاليف حملة نجاد الدعائية خلال الحملة الانتخابية، والوزير كان في الحرس الثوري الذي ساهم في ايصال أحمدي نجاد إلى سدة الحكم عام 2005. استمرار المظاهرات : وبالرغم من سعة دائرة الإحتجاجات الشعبية لايزال المرشد الاعلى على موقفه الداعم لاحمدي نجاد حيث أرغم مجلس الشورى على تأييد فوز احمدي نجاد رغم معارضة أغلبية أعضاء المجلس لاحمدي نجاد من الإصلاحيين والمحافظين الوسط المنتقدين لسياسات الرئيس الإيراني. وبالرغم من ذلك فقط أعلنت كتلة خط الإمام بأن نتائج الأصوات المعلنة لا تتطابق والإرادة الشعبية التي تمثلت في الإنتخابات وأعربت عن استغرابها وحيرتها من هذا الامر . من ناحية أخرى يستعد بعض رجال الدين للاعتصام ومن المحتمل بان يذهبوا إلى مرقد الخميني، أو حسينية جماران حيث كان يلقي قائد الثورة ومؤسس النظام آية الله الخميني خطاباته للإيرانيين في بداية الثورة وأثناء تواجده في طهران. وتفيد تقارير من مختلف المصادر بأن كبرى جامعات ايران من قبيل طهران وامير كبير وشريف و جيلان و اصفهان والاهواز وشيراز وتبريز شهدت يومي 13 و 14 اعتصامات واحتجاجات واضرابات طلابية وحسب مصدر مطلع من الاهواز اعتقلت قوات الامن 200 من الطلاب في جامعة الاهواز وحدها ومن المتوقع أن تستمر في الأيام القادمة حسب المصادر الطلابية بالرغم من تأجيل الإمتحانات . وفي اليومين المذكورين أعلاه شهدت شوارع طهران الرئيسية وخاصة شارع تخت طاووس أكبر المظاهرات الشعبية لم يشهد لها مثيل إلا في أياماإنتصار الثورة عام 1979 شارك فيها الآلاف من المتظاهرين الذين اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب وقوات التعبئة . وشددت هذه القوات من هجماتها في يوم الأحد في محاولة للحؤول دون مشاركتهم في مظاهرة اليوم الأثنين التي دعا اليها مير حسين موسوي وطلب رسميا من وزارة الداخلية الموافقة على إجراء مسيرة بهذا الخصوص . يذكر بأن كافة رموز الحركة الإصلاحية إما أنهم تحت الإقامة الجبرية أو تحت المراقبة إضافة إلى إيداع أعداد منهم السجن. وتوجه هاشمي رفسنجاني إلى قم وهو يجري اتصالات بكبار رجال الدين هناك. وعزز الغضب ايضا فتوى اطلقها آية الله صانعي الذي "حرم التعامل مع حكومة أحمدي نجاد". أما جمعية رجال الدين المجاهدين المحافظة فهي لم تتفق على دعم احمدي نجاد في الانتخابات، وكان الرئيس الإيراني قد تعرض في مناظرته المتلفزة بالنقد لبعض أعضائها البارزين مثل ناطق نوري وهاشمي رفسنجاني . وتفيد الانباء من قم بان حراسات فرضت على بيوت كبار المراجع في قم لا سيما بيتي آية الله صانعي وآية منتظري الذي شارك هو الآخر في الانتخابات بعد مقاطعة استمرت 20 عاما.