قال مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور إبراهيم المعيقل إن جميع من دخلوا وسجلوا في برنامج حافز يعلمون أنه تم قبولهم في البرنامج على أساس ومبدأ واحد وهو أنهم يبحثون عن عمل، مشيرا إلى أنه تم التنبيه أن هدف «حافز» ليس إعطاء مبالغ لتكون أشبه بالضمان الاجتماعي، إنما حافز يشتمل على عدد من المكونات الرئيسة، ركن من أركانها هو الإعانة المالية التي تصرف لمدة 12 شهراً فقط، ولم يكن الهدف منها أن تصرف له حتى يتعوّد عليها ويستكين إلى الكسل ويصرفها على أشياء استهلاكية. ووجه المعيقل اللوم على عدد المطالبين بتمديد فترة الإعانة المالية التي يمنحها برنامج «حافز»وقال في حوار مع «الشرق» طالبنا وما زلنا نطالب من لديه فكرة وتطوير برنامج حافز أو غيره من برامج الصندوق أن يتقدم بها، ولكن ما يزعجنا هو من ينتقد لمجرد الاستهزاء . . إلى التفاصيل: الصورة السائدة في البداية دعني أسألك هل تزعجكم الصورة السائدة حالياً عن نظام حافز، التي جعلت منه محلاً للتندّر أو ربما أقل من ذلك؟ - بالتأكيد يزعجنا هذا الفهم الخاطئ، ونحن نوجه اللوم للإعلاميين والكتّاب؛ لأنهم هم من ساهم في رسم هذه الصورة الذهنية الخاطئة عن برنامج إنساني واجتماعي، وقد طالبنا في الكثير من المواقف واللقاءات وقلنا إن على الإعلاميين دورا كبيرا في هذا الصدد، « حافز» برنامج معين لشخص يبحث عن وظيفة، فيجب أن لا يتوقف هذا الشخص عن البحث ولا يستكين إلى الألفي ريال، ويجب أن يعلم أنها لفترة مؤقتة فقط، وكان ذلك واضحاً من خلال صدور الأمر الملكي السامي، إلا أن عددا من الكتاب والصحفيين بدأ بالمطالبة بتمديد فترة الإعانة وغيرها من الآراء والانتقادات غير الهادفة، وهذا ما ساهم في رسم الصورة الذهنية الخاطئة، رغم أن الواجب على الإعلاميين والمثقفين والمفكرين والكتاب أن يساهموا برسم الصورة الحقيقية للبرنامج وأهدافه الواضحة التي أوجد من أجلها. أفهم أنكم محتقنون أو منزعجون من جراء النقد الذي تواجهونه، هل أثّر حقيقة على سير عملكم وتحقيق البرنامج لأهدافه؟ - نحن لايزعجنا النقد الحقيقي الهادف إلى المصلحة العامة التي هي مصلحة الوطن والمواطن، بل بالعكس أؤكد أنه في كل اجتماعاتنا ولقاءاتنا نطالب المفكرين والصادقين من أبناء هذا البلد أن يكرمونا بآرائهم ويفتحوا لنا قلوبهم وأن نستفيد من خبراتهم ورؤيتهم كأشخاص ينظرون لنا من الخارج، لم ندّعِ أن عملنا يتصف بالكمال، استفدنا من التجارب الدولية بلا شك ومن خبرات وجهات دولية معروفة واستفدنا من مفكرين وبيوت خبرة في السعودية، وطالبنا وما زلنا نطالب أن من لديه فكرة وتطوير برنامج حافز أو غيره من برامج الصندوق أن يتقدم بها، ودائما نقوم برصد كل الملاحظات التي تكتب عن برامجنا ونأخذها بالحسبان ونقوم بعملية تطوير مستمر ولكن من ينتقد لمجرد الاستهزاء فهذا أمر نترفع عنه ولن نشغل أنفسنا كثيراً به؛ لأن ما يهمنا هو بناء برامج يستفيد منها أبناء وبنات الوطن في نهاية المطاف. وكيف ستتعاملون مع من استفاد من إعانة نظام حافز وأمضى عامه الافتراضي ولم يحصل على وظيفة؟ - في البداية لابد أن أشير إلى أنه كلما استطعنا أن ندفع بعدد من أبنائنا وبناتنا إلى العمل في القطاع الخاص كلما استفاد الوطن بشكل عام، وليس برنامج أو نظام حافز وحده الكفيل بهذا الأمر فلابد من التعاون والمشاركة سواء فيما يخص القطاع العام أوالخاص أوحتى رب الأسرة والباحث عن العمل نفسه، فجميع من دخلوا وسجلوا في حافز يعلمون أنهم سجلوا على أساس ومبدأ واحد وهو أنهم يبحثون عن عمل، ويوجد في القطاع الخاص ملايين الفرص، والدليل هو وجود غير السعوديين يعملون فيه. لكن ربما هناك عدد من الوظائف قد لا تلائم أبناءنا وبناتنا.. فما الحل؟ -هذا أمر متفق عليه .. ولكن هناك عددا كبيرا من الفرص الوظيفية الجاذبة والملائمة للشباب والشابات السعوديات للعمل فيها، فنحن نحاول الآن العمل مع الطرفين الآخرين – العمال وأصحاب العمل – لرفع مستوى جاذبية القطاع الخاص وعلى حل بعض التحديات الرئيسة التي تواجه دخول المواطن إلى سوق العمل وبالذات في المستويات الوظيفية على ما يعرف بمستوى الدخول. تكامل البرنامج ل اكتشفتم خلال هذه الفترة – أقصد فترة صرف الإعانة – أن هناك من استكان إلى الكسل، واكتفى بهذا المبلغ رغم أنه جاء لأجل مسمى؟ -الأساس في حافز هو أنه برنامج متكامل يشتمل على عدد من البنود ومن ضمنها الإعانة المالية، تم طرح مفهوم حافز بشكل مكثف، تم التنبيه أن هدف حافز ليس إعطاء مبالغ لتكون أشبه بالضمان الاجتماعي، إنما حافز يشتمل على عدد من المكونات الرئيسة، ركن من أركانها هو الإعانة المالية التي تصرف لهذا الباحث الجاد عن عمل حتى تساعده في البحث عن عمل، ولم يكن الهدف منها أن تصرف له حتى يتعوّد عليها ويستكين إلى الكسل ويبدأ في الصرف على أشياء استهلاكية، كان الهدف الرئيس أن تعينه على البحث عن العمل أو تطوير مهاراته الشخصية ليصبح مقبولاً وجاذباً للقطاع الخاص لكي يعرض عليه وظيفة وهذه كانت رسالة حافز وما زالت وستستمر بهذا الشكل؛ لأنها رسالة جميع دول العالم فيما يخص الباحثين عن عمل وهي ليست اختراعاً سعودياً. يرى البعض أن إعانة حافز ساهمت ربما بتفاقم مشكلة البطالة، من حيث الاتكالية أو الاكتفاء بها لفترة معينة، ومن جهة أخرى أكثر خطورة وهي ربما تصدير فئة قد تسطو وتتجاوز القانون من أجل الحصول على ما تعوّدت عليه من توفر المال والصرف على نفسها؟ - الأمر الملكي الكريم كان واضحاً، وإن هذه الإعانة ستصرف لمدة 12 شهرا، ونحن في صندوق تنمية الموارد البشرية نؤكد على أن برنامج حافز مكوناته ثلاثة: تتمثل في التدريب والبحث عن التوظيف والإعانة المادية، أما فيما يتعلق بالتعوّد أنا أعتقد أن هذا ربما يكون مفهوما سطحيا أكثر مما هو حقيقي لأن الباحث الجاد عن عمل يعلم تماماً أنه دخل في علاقة منظمة وعلاقة معروفة متطلباتها، أنت كباحث عن عمل ستقوم الدولة بإعانتك بالتدريب ومساعدتك في البحث والحصول على وظيفة وبإعطائك مبلغاً مادياً مقداره ألفا ريال سعودي لتستمر في بحثك عن عمل، وهذه الإعانة المادية ستستمر فقط لمدة 12 شهراً، وأما المكونات الأخرى وهي تدريبك ومساعدتك عن البحث عن وظيفة فهي مستمرة ولن تتوقف، لن يقفل ملف الشخص إلا من الناحية المالية فقط، ومادمت لا تزال راغباً في الحصول على وظيفة فنحن مستمرون في صندوق تنمية الموارد البشرية بدعمك في التدريب والتوظيف وسنستمر في إرشادك ومساعدتك في الحصول على لقاءات وظيفية وما يتوقف هو فقط الإعانة المالية. هل هناك من تم استبعاده من الاستفادة من نظام حافز؟ - ليس هناك من تم استبعاده وقد انطبقت عليه الشروط، ولكن هناك معايير، وهناك مواطنون ومواطنات يتقدمون، فمن انطبقت عليه المعايير يحصل على الإعانة المادية ومن لم تنطبق عليه المعايير يحصل على الإعانات الأخرى ولكنه لا يحصل على الإعانة المادية وإنما يحصل على التدريب والبحث عن التوظيف وغيره.