تشن السلطات في البحرين حملة ضد انتشار عشرات الأنواع من الحيوانات المتوحشة التي تستورد بشكل غير شرعي الى هذا البلد الصغير، والتي باتت تشكل خطراً على البيئة وتثير مخاوف السكان، نقلاً عن تقرير الأحد 19-4-2009. وقال القائم بأعمال الوكيل المساعد لشؤون الزراعة في وزارة البلديات والزراعة سلمان عبدالنبي "لم نكن نتصور هذا الحجم الهائل من الحيوانات المتوحشة في البحرين". وأضاف "كنا نلاحظ بعض القرود بأعداد قليلة لكن في الآونة الاخيرة انتشرت الحيوانات وأنواع غريبة لا علاقة لها ببيئتنا". وتابع "اكتشفنا وجود تماسيح وأفاع وحيوانات من فصيلة السنوريات مثل الوشق، وضباع ونمور. لدينا تقريبا 30 نوعاً من الحيوانات المتوحشة او المفترسة غير المسموح بدخولها للبلاد". وأضاف "هذه الحيوانات دخلت جميعها عن طريق التهريب وبشكل غير شرعي"، موضحاً "ان المهربين استخدموا وسائل عديدة للتمويه أهمها إدخال هذه الحيوانات عبر المنافذ وهي صغيرة". وتابع "اكتشفنا أن التماسيح يتم إدخالها وهي صغيرة (اصبعيات)، بعضهم كان يضعها ضمن احواض اسماك الزينة بحيث لا تتم ملاحظتها بسهولة، والحيوانات الاخرى ادخلت ايضاً عن طريق التهريب وهي صغيرة وتتم تربيتها في ما بعد وتكبر وتصبح خطراً على الانسان والبيئة". وأثار اكتشاف قط بري من نوع "الوشق" داخل مبنى احدى الشركات الاسبوع الماضي رعباً لدى موظفي وعمال الشركة، الذين قاموا بالاتصال بالسلطات لاصطياد هذا الحيوان الهارب، وفق ما نشرته الصحف المحلية. وفي عام 2007، تسبب ضبع إفريقي صغير هرب من مزرعة في قرية "بلاد القديم" بحالة من الرعب في بعض القرى وسط البحرين، حيث هاجم اطفالا ونساء وعقرهم الى ان تم اصطياده بعد حملة بحث استمرت نحو اسبوع، وأطلقت عليه الصحافة المحلية اسم "ضبع بلاد القديم". وقال المسؤول البحريني ان مفتشي ادارة الثروة الحيوانية "تمكنوا من ضبط قرود ونسانيس وتماسيح ونمور صغيرة وأفاع متنوعة وبأحجام متفاوتة ووشق"، مضيفا "ان بعض من يملكون هذه الحيوانات ابلغونا انهم اشتروها من الاسواق". وأوضح عبدالنبي ان قانون الحجر البيطري "لا يسمح بإدخال هذه الحيوانات"، مؤكداً ان "هذا معمول به في جميع دول مجلس التعاون الخليجي"، مضيفاً "جميع المخالفين تم تحويلهم للمحكمة بتهمة ادخال حيوانات بشكل غير مرخص ودون تصريح". وأوضح ان الحالات الوحيدة لاستيراد الحيوانات هي "استيراد الحيوانات المستأنسة التي عادة ما تكون إما للتربية او الاستهلاك الادمي". لكن احد مربي الحيوانات قال إن "الطلب المتزايد على هذه الحيوانات هو ما يدفع المربين لاستيرادها"، موضحاً "ان بعض المربين من اصحاب المزارع يستوردونها اما للاقتناء الشخصي او تلبية لطلب بحرينيين يهوون اقتناء حيوانات متوحشة او غير مستأنسة غير موجودة في البحرين". وقال "في الغالب يتم استيرادها للمتعة الشخصية"، مضيفاً "بعض المدارس الخاصة تنظم زيارات للمزارع التي توجد بها انواع من هذه الحيوانات المتوحشة". ولا توجد انواع محددة من الحيوانات يطلبها الزبائن، لكن "الكثيرين يطلبون افاعي من نوع الاصلة وهي غير سامة لكن حجمها كبير"، كما يطلب "آخرون زواحف مثل التماسيح والحرباء والقرود"، فيما "يستورد بعض المربين ضباعاً افريقية لكن من اجل الاقتناء الشخصي والمتعة"، وفق المربي. لكن الأمر لا يقتصر على الهواية على ما يبدو "فهناك سوق صغيرة لتجارة هذه الحيوانات"، مثلما يقول الشاب الذي يستدرك "رغم انها تجارة محدودة لكنها موجودة وتنمو" حسب تعبيره. وأضاف "احد المربين استورد دباً افغانياً"، وأشار إلى أن "هذا الدب تنقل عبر عمليات البيع والشراء من شخص الى آخر". ونشرت وزارة البلديات والبيئة اعلانا يطلب ممن يملكون مثل هذه الحيوانات تسليمها للادارة، فيما اعلن عبدالنبي ان "الوزارة ستتخذ الاجراءات القانونية ضد كل من يملك حيواناً متوحشاً في حالة ضبطه في حملات التفتيش". وتخلو البحرين عموماً من حيوانات متوحشة او مفترسة لكنها في مساعيها للحفاظ على البيئة وبعض الانواع النادرة او التي على وشك الانقراض افتتحت منذ الثمانينات "محمية العرين" جنوب العاصمة المنامة للحفاظ على انواع من الغزلان خصوصاً "المها العربي" الذي كان يعيش بكثرة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك انواع اخرى من الحيوانات والطيور.