ارتكبت الملحقية الثقافية السعودية بكندا خطأ مالياً كبيراً بعدما حولت مكافأة الشهرين التي امر بها خادم الحرمين الشريفين للطلاب المبتعثين، إلى حسابات مهجورة في البنوك الكندية، وهي لطلاب عادوا للوطن. وتقدر المبالغ التي يُتوقع عدم تمكن أصحابها من الوصول لها، بنحو 13.5 مليون دولار كندي، أي ما يعادل 52 مليون ريال سعودي، إذ تشير الإحصاءات إلى أنه خلال ال 20 شهراً الماضية تم إيقاف الصرف على نحو 3 آلاف مبتعث، معظمهم عاد للسعودية لعدم قدرتهم على الاستمرار على حسابهم الخاص في ظل بلد يعاني غلاء المعيشة، ومصاريف دراسة باهظة. وتشير المعلومات التي حصلت "سبق" عليها إلى أن كل طالب أودع في حسابه نحو 4500 دولار كندي، أي ما يعادل 18 ألف ريال سعودي، وهي مكافأة شهرين أساسيين من دون بدلات. وما يزيد المشكلة تعقيداً أن عدداً كبيراً من الطلاب لا يعلم أن هذه المكافأة، تشمله، وبالتالي لن يبحث عن هذه المخصصات التي من المتوقع أن تذهب للبنوك الكندية في حسابات مجمدة أو غير مفعلة. ومن جانب آخر ترفض البنوك الكندية أي تدخلات في حسابات عملائها مهما كانت صفة القرابة أو وجود وكالة، وتتمسك بحضور صاحب الحساب نفسه. وعجت صفحة الملحق الثقافي على الفيس بوك بالكثير من رسائل الطلاب التي تطالب بتحويل هذه المكرمة إلى حساباتهم في السعودية. وقال الطالب عبد العزيز فهد: إنه اتصل بالبنك من السعودية، والبنك الكندي أصر على حضوره شخصياً لتفعيل حسابه، مؤكدين أنهم لا يملكون حلاً آخر للوصول إلى حسابه. وطالب الملحقية الثقافية باسترداد المبلغ وتحويله إلى حسابات الطلاب في السعودية أو الاتصال بالبنك وإلزامهم بفتح حساباتهم لكي يستطيعوا سحب هذه الأموال. أما عزيز كدد فكتب عن مشكلة تواجهه في إغلاق حسابه من البنك الكندي، وأنه يحتاج إلى الحضور إلى كندا لتفعيل حسابه، حتى يتمكن من الحصول على مكافأته، وذكر أنه موجود بالسعودية لتجديد الفيزا، وأن ذلك قد يستغرق منه أسابيع. الخطأ الفادح الذي وقعت فيه الملحقية الثقافية بكندا، قد لا يكون الأول، على اعتبار أن ملحقيات ثقافية أخرى ربما وقعت فيه، وأن مبالغ ضخمة من مكافأة الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبنائه المبتعثين، ذهبت إلى حسابات مهجورة على مستوى العالم، خاصة أن تقارير صحافية تحدثت مع بداية العام الجديد أن وزارة التعليم العالي فقدت أكثر من 12 ألف مبتعث على مستوى العالم من جميع الدول التي تستقبل الطلاب المبتعثين.