". صدمتني عبارته التي عكسها على المجتمع بأكمله، ما جعلني أتساءل بنفسي هل نحن نعيش أزمة أخلاق حقا؟؟؟ فأول ما بدأت به لأجيب على سؤالي هذا؛ الموقف الذي جعل من سائق التاكسي يطلق هذه القنبلة؛ ألا وهو وجود مجموعة من الناس تقف على زاوية مفترق في وسط المدينة وهو مزدحم معظم الأوقات، على الرغم من وجود الشرطة التي تتولى مهمة تنظيم المرور وقيام الجهات المعنية بوضع بعض الأسوار الحديدية ذات الشكل الجميل على كافة زوايا المفترق حتى تمنع اصطفاف الناس في تلك الأماكن أثناء انتظارهم لوسائل النقل، وتجبرهم على التقدم بضعة أمتار في نفس المكان حفاظا على أمنهم وسلامتهم وحفاظا على سلاسة المرور ومنع حدوث أي ازدحام. إلا أنه لا يزال العديد من الناس تتناسى وجود الأسوار الحديدية وتقف في المكان الممنوع. فإذا أردنا تحليل هذا الموقف، فما عساها النتيجة تكون؟ هل سنصل إلى وجود أزمة أخلاق، أم سندحض وجود مثل تلك الأزمة؟؟ بداية يمكن القول أن أزمة الأخلاق تعني نقصٌ حاد في القِيم والأخلاق، على مستوى المجتمع والأفراد، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة تهدد القِيم العليا والأهداف السامية في المجتمع. وبالعودة لموقفنا المختار، نقول أن هؤلاء الأشخاص في فعلهم لم يحترموا النظام، ولم يراعوا حقوق الآخرين "السيارات السائرة في الشارع"، واستهانوا "بالشرطة المنظمة للمرور"، وأعطوا لنفسهم الحق والأولوية في استغلال المكان وهو غير مخصص لهم، واستعلوا بأنفسهم عن الآخرين الذين يقفوا في الأماكن المحددة للانتظار، فلو تحدث معهم أياً كان لأسمعه كلاما لا يطيق سماعه ولجرح مشاعره وأهانه. وللأسف كل هذه الأمور تسير في اتجاه وجود أزمة أخلاق. وبالمقابل، يمكن أن نذكر أن هناك شرطة منظمة لحركة السير، وأن هناك جهات تعمل على تكييف الناس للتعامل مع النظام وحماية أرواح الناس، كما وأن الموقف يذكر بضعة أشخاص؛ ما يعني أن غالبية الأشخاص تقف في موقعها المحدد من أجل الركوب، وهذا في حد ذاته نقاط إيجابية يدعم في اتجاه دحض أو مقاومة وجود أزمة أخلاق في مجتمعنا. فما علينا بعد ما ذكرنا؛ إلا أن نقول بتغيير بعض السلوكيات والعقول والمفاهيم الخاطئة التي تسبب مثل وجود تلك الأزمة وتقوي من استفحالها بين الناس، علينا التمسك بالأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الدين الإسلامي. د. ثري ابراهيم جابر باحث سياسي