نعم هو للوطنيين الذين تجري وطنيتهم في عروقهم مع دمائهم , وكل السعوديون (كذلك) ولاشك , وهو ذكرى لتوحيد المملكة العربية السعودية وتأسيسها على يد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الر حمن أل سعود (طيب الله ثراه) وذكرى لتلك الأيام المجيدة , ذكرى لرجال عظماء صنعوا المجد لهذه البلاد الطاهرة , ذكرى عطرة لباني أركان الدولة , ذكرى للرجال المخلصين من الأجداد الذين ساهموا معه في توحيد البلاد , وهو ذكرى جميلة لماض جميل , تُستخلص منه الدروس والعبر , وهو (مدرسة) قائمة بذاتها لمن أراد أن يتعلم , وكتاب مفتوح لمن يريد أن ينهل من سير الرجال. فالرجولة , والكفاح , والبطولة , والشجاعة , والصبر, والتجلد , والمثابرة , والحكمة , والدهاء , بعض من صفات أولئك العباقرة الأفذاذ , الملك عبد العزيز ورجاله الأوفياء , الذين سطروا البطولات والملاحم , فأنصفهم التاريخ وكتبها لهم بمداد من ذهب , وحفظها لهم جيلا بعد جيل , حتى علمت تلك الأجيال من هم أولئك الرجال الذين اعتلوا صهوة سنام المجد , وتمنوا لو كانوا يتحلون ببعض من صفاتهم. كما أن يوم الوطن ذكرى لسيرة عطرة لملوك عظماء ساروا على نهج الموحد , فبنوا نهضة البلاد , وارتقوا بها إلى مصاف الدول (العظمى) وجعلوا لها وزنها وثقلها وتأثيرها في العالم , سياسيا , واقتصاديا , وهو أيضا ذكرى للانجازات العظيمة التي تحققت خلال تلك الأعوام على جميع المستويات , المحلية , والإقليمية , والعالمية. نعم هو ذكرى لكل ما كان جميل , وهو حافز إلى التطلع إلى مستقبل أفضل , وأجمل , في عهد زاهر ومشرق , وفي ظل قيادة حكيمة يعتلي هرمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود حفظه الله تعالى , وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أل سعود (وزير الدفاع) حفظه الله تعالى. نعم هو ذكرى ولاشك ترفع الرأس , ليتخطى قمم الجبال , ويطاول السحاب , ذكرى يحق لنا أن نُفاخر بها الأمم , لأنها من المعجزات التي لا تتحققُ إلا على أيدي الملوك العظماء , بعد مشيئة الله تعالى , وهذا ما فعله (الموحد) عندما جمع شتات الوطن ووحده في وطن واحد تحت راية لإله إلا الله محمد رسول الله. فمن أراد أن يحتفل باليوم الوطني فليحتفل , ولكن (بعقل) وذلك لن يكون إلا بالتقيد بالأنظمة والتعليمات المعلنة من جهات الاختصاص , وفي الأماكن المعدة لذلك , والتي تكون تحت تنظيم وإشراف جهات رسمية كرعاية الشباب , والأمانات , وغيرها , فأن تيسر الذهاب إليها فخير, وأن لم يكن , فيكفي تذكرها كذكرى مهمة لا يجب أن تمر مرور الكرام , ولو كان المواطن في منزله متابعا فقط لشاشات التلفزيون , أو متحدثا لأبنائه عن يوم الوطن , أو مستمتعا بالأجواء المعتدلة التي تنعم بها المملكة هذه الأيام برا وبحرا , فاليوم الوطني أضيف له يوم أخر , ومع الخميس والجمعة (أربعة أيام) ستكون كلها (يوم للوطن) لأن الوطن يستحق أكثر , ولكن له أيضا حق أكبر من ذلك على أبنائه , وحقه هو في (الحفاظ على حقوق الأخرين). فمن لا يحترمون تلك الحقوق في يوم الوطن فهم ليسوا وطنيين , بل (عابثين) و يوم الوطن (للوطنيبن) فقط , وليس لأولئك (العابثون) بالممتلكات العامة , وليس لمن يؤذون خلق الله في الشوارع والأماكن العامة , فهم أبعد ما يكونون عن الوطنية , لأنه وببساطة من يصنع ذلك الصنيع , لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من وطنية. والله من وراء القصد سلطان صياح الميموني [email protected] twitter @almemone3