خلق الله للإنسان عقل من خلاله يستطيع تمييز الأمور , والتفريق بين الصح و الخطأ في كل شئون حياته , العقل نعمه وهبها الخالق للإنسان ليكون قادرا على رسم طريقه في الحياة , للأسف يوجد أشخاص ظلموا أنفسهم كثيرا من خلال رسم الطريق الخطأ لهم في الحياة وخسروا الدين والدنيا , لكل إنسان حريته المطلقة في الحياة وله الحرية في رسم الطريق الذي يراه مناسب له , لذا أصبح لدينا العديد من التيارات الفكرية التي أدخلت على المجتمعات منها التيار الليبرالي أو الفكر الليبرالي الليبرالية فكر يسعى إلى المطالبة بالحرية المطلقة بعيدا عن الدين والطوائف , بدايته كانت في أوروبا نتيجة للحروب الدينية التي كانت قائمه قديما , من أهم مؤسسيها جون لوك و بنثام كان وفردريك باستيا كان الهدف منها المطالبة بحرية الإنسان سياسيا واقتصاديا واختلفت من مكان إلى أخر باختلاف أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها. الليبرالية السعودية عند قدومها للمجتمع السعودي توجهاتها مختلفة عن معنى الليبرالية الذي عرف بالحرية , فقاموا بإدخالها إلى المجتمع بأهداف وتوجهات مختلفة تماما ولا تتوافق مع الدين وبعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد وأخلاق المجتمع , هؤلاء الأشخاص الذين يعملون خلف هذا التيار ويعتبرون الداعمين له ليسوا الأهم بل الأهم هو تأثير ذلك الفكر على الدين والمجتمع شرفنا الله عز وجل بالدين الإسلامي ونفخر بخدمته والتقيد بتعاليمه , وذلك جعلنا مجتمع قوي مترابط متقدم ولن نسمح بالتطاول عليه أو الإسائه له , الفكر الليبرالي أساء إلى الدين بأفكاره وأهدافه المتطرفة . الليبرالية باختصار هي فصل الحياة عن الدين ولكن الفكر الليبرالي في السعودية من أهدافه الإسائه إلى الدين وهذا أمر لا يمكن قبوله إطلاقا , من الأجدر أن تنادي الليبرالية إلى حرية المواطن وتطالب بحقوقه من خلال توفير معيشة آمنه رغيدة مستقرة بعيدة عن إدخال الدين في ذلك عقل الإنسان ميزانه لذلك لابد أن يستخدم الإنسان عقله قبل اتخاذ أي خطوة بحياته وقد يندم عليها بعد فوات الأوان لأنه لم يستخدم عقله قبل الإقبال عليها , إن استخدام العقل في مراقبة تصرفات وتوجهات هذا الفكر ستقودنا إلى أن هذا الفكر لن يقدم إلى الدين أو المجتمع أي أمر ايجابي بل سيقدم له سلبيات لا نستطيع القضاء عليها بعد فوات الأوان . نحن لسنا ضد الفكر الليبرالي إذا كان يدعي الحرية مطالبا بحقوق المواطن ويسعى إلى تطبيق العدل والمساواة في الحياة محافظا في ذلك على تعاليم الدين الإسلامي وعدم الإسائه له , ولكن بهذا الشكل المخزي لا يمكن أن نقبل به تيار متطرف يدخل إلى مجتمعنا الدين كفل لنا الحرية وأمر بها وحذرنا من أمور لها عواقب وخيمة تبعدنا عن ديننا القويم وتعاليمه , الدين الإسلامي هو هويتنا نعتمد فيه على القران الكريم والسنة النبوية لذا لسنا بحاجه إلى تيارات وأفكار متطرفة لا تتوافق مع ما ذكر في القران والكريم والسنة النبوية المجتمع السعودي مجتمع محافظ له عاداته وتقاليده وقيمة الأخلاقية , لابد أن يحافظ على استمرارها ونقلها من جيل إلى أخر , لكل مجتمع تاريخ قديم يفخر به ويعتبره ارث لهذا المجتمع وله حاضر مشرق يفرض احترامه بين المجتمعات الأخرى , ويجب أن نعمل على مزج ذلك الإرث القديم بالحاضر المشرق لكي نصبح مجتمع متعلم مثقف يفخر بعاداته وتقاليده وبذلك يجعلنا مجتمع مثالي مترابط يطبق الدين الإسلامي بعيدا عن التيارات الفكرية المتطرفة التي لا تخدم الدين والمجتمع . محمد صالح القحطاني Twitter (@mohamadalghtani)