إن القصة التي أوردتها المخابرات الأمريكية عن قتل بن لادن يشوبها الغموض ويتخللها عدة تساؤلات ، ولا أدري لماذا كل هذا التسليم بصحة الخبر . أين المحللين السياسيين هل عجزوا عن وضع احتمالات يحتملها هذا الخبر المبهم أو أن الأمنية لديهم في موت ابن لادن جعلهم يسارعون لتصديق الخبر دون تحليل . نحن تعلمنا ودرسنا أن لا نصدق خبراً بدون دليل . أين الدليل على موت ابن لادن هل من المعقول أن لا يوجد ولا صورة تؤكد ذلك . جميع المنظمات والهيئات والإتحاد الأوروبي يطالبون أمريكا بكشف صور عملية القتل لكن أمريكا تصر على الرفض . هل تدرون لماذا ؟ .... لأنه قد لا يوجد قتل أصلاً. ولو كان هناك عملية قتل لرأينا أمريكا كعادتها عندما تقبض على أحد خصومها نجدها تفرد عضلاتها وتظهر قوتها وترعد وتزمجر وتصور العملية من يمين ويسار ومن فوق ومن تحت ولأكدت ذلك بمقاطع فيديو كما فعلت مع صدام حسين والزرقاوي وأبناء صدام وغيرهم . وعلى العموم فيه شبه اتفاق لدى جميع المتابعين والمحللين السياسيين والخبراء على أن العملية التي تم بها قتل ابن لادن يكتنفها الغموض على الرغم من تصديقهم بقتل ابن لادن ، إلا أن الغموض يأتي من أن العملية فيها أجزاء لم تكشف بعد . وبما أن العملية فيها أجزاء لم تكشف بعد ، فتعالوا نحاول أن نضع تصورات أو احتمالات لما يحتمله خبر قتل ابن لادن : الاحتمال الآول : أن يكون ابن لادن قد مات أو قتل في السنوات السابقة ولم تعلم أمريكا إلا في هذا الوقت فسارعت بهذا الخبر قبل أن ينكشف موته لتكسب من ذلك عملاً بطولياً ، وهذا ما يفسر عدم وجود صوراً لعملية القتل . و لو كانت هي من قتله في السنوات السابقة وأخفت ذلك لاحتفظت بصور قتله وأخرجتها مع خبر الاعلان عن قتله . الاحتمال الثاني : أن عملية الإغارة على منزل ابن لادن صحيحة ، وأمريكا حين أعلنت الخبر أعلنته وهي واثقة من نفسها ، والخبر قوي جداً وليس فيه تردد مما يدل على صدق العملية وأن أمريكا فعلاً أغارت على منزل ابن لادن ولكنها لم تقتله بل قبضت عليه حياً وأخفت ذلك وادعت أنها قتلته . والقصد من ذلك حتى تتمكن من التحقيق مع ابن لادن وأخذ المعلومات عن بقية أفراد القاعدة وأعمالهم وخططهم المستقبلية ومحاولة القبض على رجالاتها وخصوصاً الرجل الثاني بالقاعدة أيمن الظواهري . إذ لو أعلنت أنها قبضت عليه حياً لحصل استنفار لدى جميع أعضاء التنظيم ولغيروا سكنهم وبدلوا تكتيكهم ونقلوا قواعدهم ولأزالوا كل ما يعرفه ابن لادن عنهم ، وبذلك يصعب على أمريكا تعقبهم . وأنا أميل لهذا الاحتمال وهذا التصور بقوة ... وإذا انتهى التحقيق مع ابن لادن وقربت الانتخابات الأمريكية سوف يعلنون الحقيقة وسوف نرى صوراً كثيرة لعملية القبض عليه وسنشاهد عرضاً بالفيديو لهذه العملية ، وسيخرج ابن لادن على شاشات الفضائيات لنراه أسيراً ووجهه مملوء بالشعر ورأسه كث ومنفوش ليبدو بشكل مرعب بعد أن يترك طيلة هذه المدة بدون حلاقة لشعر الرأس أو تهذيب لشعر الوجه . والمفترض على المؤسسات الإعلامية رفع قضية على هذا الخبر الغامض باسم " قانون حرية المعلومات " الذي يسمح للمواطنين وللمؤسسات الإعلامية بمطالبة الحكومة بالكشف عن المعلومات أو الوثائق الرسمية، إلا إذا كانت سرية للغاية ويؤدي الكشف عنها إلى إلحاق الضرر بالأمن القومي . صالح علي الضحيان.