لا جديد ، أعاد الهلال (تجديد عقده) مع بطولة كأس ولي العهد لموسم كامل ، ويقال والعهدة على بعض من \"يصدّرون الكُرْهْ الهلالي\" أن كأس ولي العهد طلب التوقيع مع الهلال عقداً أطول يستمر لأكثر من موسم ولكن الهلال (هو من رفض) ! ويقال والعهدة على (إياهم) أن الهلال حصل على الكأس رغم أن تركيزه منصب على بطولة دوري المحترفين ، لكنه –أي الكأس- عرض نفسه على الهلال فلم يرد أن \"يكسر خاطره\" . سيعيدون –إياهم- نفس النغمة ، أو سيدندنون حولها فيما لو حقق الهلال بطولة الدوري...سلوك معتاد ظاهره تواضع \"خبيث\" مستفز ، وباطنه غرور مقيت ، وإن خسرها فالمبرر جاهز...إنه منشغل بدوري أبطال آسيا ، والوصول للعالمية ! ثلة من المتعصبين مافتئوا يستعدون جماهير الأندية الأخرى ، بتعظيم ناديهم بأطروحات نخرها عفن التعصب... ، إن حقق فريقهم البطولة صنفوها تحت بند العادية ، وإن خسرها برروا الخسارة بانشغالهم بطموح تجاوز المحلية والقارية ، ولا أدري كيف سيبررون خسارة فريقهم-إن خسر لا قدر الله- فرصة الوصول للعالمية ؟ شخصياً لن أستغرب لو فاجئونا وبرروا الخسارة لانشغالهم بالاستعداد لبطولة لم نسمع بها بعد ، وسموها (بطولة الكواكب) ، تشغل تفكير فريقهم ليكون أول ممثل للكرة الأرضية يلعب مع أبطال الكواكب الأخرى في بطولة مجمعة تقام على ملاعب زحل ، أو المريخ ! يحق للهلاليين كما يحق لغيرهم تمجيد فريقهم بماهو أهل له ، ويحق لهم تبرير عثراتهم بما يرون من مبررات ، لكن مالا يحق لهم أن يهمّشوا الأندية الأخرى و\"يحتقروها\" إن كسبوا ، ويقللوا من شأن بطولاتها إن خسروا ، بطريقة استفزازية إستعدائية ، تصدر \"الكُرْهْ الهلالي\" إلى كل منتمٍ لغير الهلال . كي نكون منصفين قليلاً ، هذه ليست علة الهلال فقط ، إنها ظاهرة إعلامية توشحت ألوان الفرق الجماهيرية ، لكنها أكثر وضوحاً عندما ترتدي حلتها الزرقاء ، لأن اللون الأزرق لون مفضّل لدى إعلامنا الرياضي ، بنسبة تصل إلى 70% في المقروء منه . وإذا ما أخذنا في الاعتبار هذا الاكتساح الهلالي للإعلام منذ عقود ، نستطيع القول وبكل راحة ضمير إنه بطرحه \"المتشنج\" زرع بذرة التعصب في إعلامنا الرياضي ، وهذا أمر يسلم به المنصفين والعقلاء حتى من الهلاليين أنفسهم . كان هذا الطرح مقبولاً نوعاً ما ، أو بالأصح كان يمكن تمريره على البسطاء والسذّج أيام كانوا هم غالبية الجمهور الرياضي ، لكن مع ازدياد الوعي ، واتساع أفق الرؤية في عصر الفضاء المفتوح ، أصبحت مثل هذه الممارسات مكشوفة ، بل ومدعاة للسخرية . * بعض الإعلاميين المتعصبين –دون تحديد انتماءهم- لازالوا يعيشون فكرياً في حقبة الثمانينات الميلادية ، ولازالوا يمارسون عبثهم -أو \"تصابيهم\" المقيت بالأصح- ، عبر أي وسيلة تتاح لهم ، وكأن الإعلام الرياضي قائم عليهم ، وسيصاب بالشلل لو توقفوا ... في الصباح يطلون على القراء من زوايا احتلوها بطرق ملتوية وتنازلات أقلها (حب الخشوم) ، وفي المساء يزعجون المشاهد بحوارات ومداخلات تافهة ، تصرف المشاهد الواعي ، وتسطّّح عقول النشء الصغير بتكريس ثقافة التعصب الرياضي . * رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ، نعول عليه كثيرا في تصحيح الوضع المتردّي للإعلام الهلالي ، وأخص بالتحديد \"رعاة التعصب\" مؤسسات وأفراد ، وهو بلا شك يعرفهم جيداً لأنهم مع شديد الأسف الأعلى صوتاً ، وهو يدرك جيداً أيضاً خطر هذه (الآفات) التي نذرت أنفسها لتكريس \"كُرْهْ\" الهلال في نفوس جماهير المنافسين ، مؤكد أنه سأل نفسه لماذا كل جماهير الأندية الأخرى تتعاطف مع أي فريق يلعب ضد الهلال ؟ كل الوسط الرياضي الواعي ينتظر بل يتأمل من الرئيس الواعي ، أن يرسم خارطة طريق جديدة للإعلام الهلالي المتعصب الذي ضل سواء السبيل ! * صالح الطريقي ، خلف ملفي ، صالح الحمادي ، أحمد المصيبيح ، أربعة نماذج مضيئة لإعلاميي الهلال ، وكم نتمنى لو أن من ابتعد منهم لم يبتعد ، ومن بقي منهم يعتلي منبراً إعلامياً يقود الرأي العام الهلالي ، فقد مللنا الأصوات النشاز التي تحتكر منابراً ليست لها ، وتؤذي آذاننا بأصوات \"منكرة\" ، لكنها للأسف مسموعة ، ولها قدرة عجيبة على التظليل . * بغض النظر عن الطريقة التي تم بها إبعاد كوزمين ، وعما إذا كانت عقوبة الإبعاد متوافقة مع حجم الخطأ الذي ارتكبه ، إلا أن رحيله خسارة كبيرة ليس للهلال فحسب ، بل للكرة السعودية عموماً ، ففضلاً عن القيمة الفنية العالية التي أضافها لفريقه ، وبالتالي للكرة السعودية ككل ، كان الرجل يقدم دعاية مجانية للمملكة العربية السعودية ، ثقافة ، وشعباً ، وكرة ، وسوّق اللاعب السعودي بشكل غير مسبوق . ناصر بن محمد المرشدي كاتب وإعلامي سعودي [email protected]