انفض سامر دورة كأس الخليج العربي "خليجي 22" والتي اختتمت مساء أول من أمس في الرياض، حُسمت كل الأمور بعد تظاهرة خليجية رياضية كبرى، وانتزع المنتخب القطري لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، وحرم صاحب الأرض المنتخب السعودي من تحقيق لقبه الرابع.. بطولة يمكن القول إنها بدأت باردة قبل أن ترتفع حدة المنافسة داخل الملعب وخارجه، وانتهت بشكل رائع بعد أن مرت بمنعطفات صعبة كانت كفيلة بتشويه صورتها وحضورها الراسخ في أذهان أبناء الخليج العربي، إذ أحبطت البطولة المتابعين ببدايتها غير المتوقعة، لكنها أوفت بكثير من الوعود مع بدء الجولة الثالثة من الأدوار التمهيدية لتتصاعد حدة المنافسة حتى رُفعت أقلامها وطويت صفحتها بشكل كان على مستوى التطلعات ولو بشكل غير كامل. ولأننا نتحدث عن دورة كأس الخليج، فنحن بصدد بطولة لاتقام على أرض الملعب وحسب، بل تدور رحاها في كل أرجاء الدولة المستضيفة، إذ تملأ الدنيا وتشغل الناس منذ أن تصل وفود الدول المشاركة وحتى صافرة ختام البطولة، وربما حتى بعد المواجهة النهائية. "دنيا الرياضة" رصدت أهم وأبرز الأحداث التي شهدتها بطولة "خليجي 22" بدءاً بأحداث ماقبل انطلاقتها، وحتى رفع قائد المنتخب القطري ومدافعه بلال محمد كأس البطولة بعد أن استلمه من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد. سجل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد وأمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله حضوراً لافتاً في البطولة، إذ تواجدا باستمرار وتابعا تفاصيل الشؤون التنظيمية كافة، ووقفا على استعدادات مختلف اللجان، فضلاً عن حضورهما المباريات وتواجدهما في كل الأحداث المرتبطة بالبطولة، وساهمت إمارة منطقة الرياض بالعديد من الفعاليات، عدا عن التسهيلات الكبيرة التي قدمتها الإمارة من أجل إنجاح الحدث الكبير، ما عكس انطباعاً رائعاً لدى المتابعين والوفود الرسمية والإعلامية. صراع الفضاء ولغة المال مع اقتراب افتتاح البطولة تصاعدت لغة التصريحات بين مسؤولي عدد من القنوات الفضائية من جهة ضد الشركة المالكة لحقوق النقل التلفزيوني، إذ وجه مسؤولون في عدد من القنوات الرياضية سهام النقد للشركة الإيطالية، متهمين الشركة برفع الأسعار والإبتزاز، إذ وبحسب الأنباء الصحافية، طلبت الشركة مبلغ 15مليون دولار لتتمكن القنوات الإماراتية والسعودية والقطرية من الحصول على الحقوق، فيما فرضت مبالغ أقل على بقية القنوات، لتعلن القنوات الإماراتية عدم نقل البطولة والاكتفاء بالتغطيات الميدانية، ما تسبب بالعديد من التجاذب مع القنوات الناقلة ومع مسؤولي الشركة خلال البطولة، في حين طالب مسؤولو القنوات من رؤساء الاتحادات التدخل لوضع حد للمزايدات التي تشهدها حقوق نقل البطولة. افتتاح مبسط اختارت اللجنة المنظمة أن يكون حفل الافتتاح مبسطاً، وظهر الحفل بشكل جيد، وكان الأوبريت الذي جمع الفنان السعودي رابح صقر وزميله الإماراتي حسين الجسمي أبرز فعاليات الحفل، وظلت القنوات التي غطت البطولة تعرض أجزاء من هذا الأوبريت الذي حصد إعجاب المتابعين، في حين فوجئ المتابعون بالحضور الجماهيري لحفل الافتتاح الذي ظهر ضعيفاً وغير مقنع وعكس التوقعات. الصدمة.. غياب الجماهير صدمت الجماهير السعودية الجميع بحضورها الباهت في مواجهة الافتتاح أمام قطر، واستمر الحضور الجماهيري بأعداد أقل من المتوقع، وهو ما طرح العديد من التساؤلات عن نجاح الاتحاد السعودي بالتسويق والترويج للحدث، لكن أرقام الحضور بدأت بالتزايد مع ارتفاع حدة المنافسة بين الفريق ومع اقتراب البطولة من خط النهاية، حتى المواجهة النهائية بين المنتخبين السعودي والقطري، إذ كانت الجماهير السعودية على قدر التطلعات وملأت أرجاء استاد الملك فهد بعد الحملات الإعلامية من أجل إعادة الجماهير السعودية للمدرج.. عبدالله بن مساعد يسلم مبخوت كأس الهداف اليمنيون.. نجومية مطلقة لم يكتفِ المنتخب اليمني بالظهور بصورة زاهية بالبطولة على رغم خروجه من الدور الأول، بل عكس اليمنيون التوقعات وتجاوزوا حاجز النقطة الواحدة، وللمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها لعب اليمن مباراته الثالثة وهو يملك حظوظاً كبيرة بالتأهل، لكن "الأحمر" خرج خاسراً من أمام المنتخب السعودي بهدف، لكن ماميز المشاركة اليمنية هو الحضور الجماهيري الذي أبهر الجميع، إذ تواجد أبناء الجالية اليمنية في استاد الملك فهد بكثافة غير مسبوقة، وكانوا واحدة من أبرز العلامات الإيجابية بالبطولة من خلال الحضور المثالي والتشجيع المستمر، ما أعطى البطولة أبعاداً إيجابياً، ويمكن القول إن الجماهير اليمنية ساهمت بالفعل في إنجاح البطولة وإنقاذ بعضاً من القصور من حيث الحضور الجماهيري.. تصريحات نارية.. وإبعاد جاءت أولى الأحداث الساخنة في الدورة مع انتهاء لقاء الإمارات وعُمان في الجولة الأولى، إذ هاجم رئيس اتحاد الكرة العماني خالد البوسعيدي الحكم السعودي مرعي العواجي، وتحدث البوسعيدي عن "أخطاء مؤثرة تجعل من حكم المباراة غير جدير بحمل الشارة الدولية"، وهو التصريح الذي أحدث العديد من ردود الفعل باعتبار البوسعيدي يحمل منصباً في لجنة الحكام في اتحاد الكرة الآسيوي، فيما الحكم السعودي مرعي العواجي يُعد من حكام النخبة في آسيا، ليأتي الرد من السعودي العواجي الذي اختار نفس اللهجة وقال إن "البوسعيدي غير جدير بمنصبه رئيساً لاتحاد الكرة العُماني ونائباً لرئيس لجنة الحكام". النسخة المقبلة معلقة.. خروج مؤلم ل«الأزرق».. وإقالة وحيدة إقالة وحيدة أقال اتحاد الكرة البحريني مدرب المنتخب عدنان حمد منصبه عقب الخسارة من المنتخب السعودي بثلاثية نظيفة، وهو القرار غير المتوقع على اعتبار أن المدرب العراق استلم تدريب "الأحمر" قبل البطولة بفترة وجيزة، وكلف الاتحاد البحريني مساعده الدولي السابق مرجان عيد الذي نجح بالخروج من المواجهة الثالثة في البطولة أمام قطر بالتعادل الذي لم يشفع للفريق بالتأهل. "الأزرق" يخرج منكسراً تعرض الفريق الكويتي لخسارة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ مشاركاته الخليجية، إذ خسر من عُمان بخماسية نظيفة، وكان وقع الخسارة كبيراً في الشارع الكويتي وحتى في أروقة البطولة، إذ لم تكن الخسارة بهذه النتيجة متوقعة بعد أن فاز "الأزرق" في اللقاء الأول على العراق بهدف، قبل أن يقدم مستوى رائعاً أمام الإمارات ويخطف تعادلاً ثميناً، وظلت الخسارة محل نقاش في العديد من الوسائل الإعلامية، وأحدثت ردود فعل شعبية وبرلمانية في الكويت. غياب جماهيري.. والتصريحات تطيح بالمحطب والعواجي إثارة الفضاء مستمرة واكبت العديد من القنوات الفضائية الحدث عبر برامج منوعة، لكن البرامج الحوارية، وكالعادة، نجحت في الاستحواذ على النسب العالية من المشاهدة بحسب ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي، في حين لم تخلُ هذه البرامج من الإثارة، في وقت قوبلت بعض الأحاديث والسجالات الفضائية بين الضيوف بالرفض في أوساط المتابعين بعد أن خرجت عن مسارها في الكثير من المواقف، وهو الأمر الذي لم يعد مستغرباً في بطولة مثل دورة الخليج. النسخة المقبلة معلقة لازال أمر تنظيم النسخة المقبلة معلقاً، ورغم الاتفاق المبدئي على أن موعد "خليجي 23" سيكون في فبراير 2016، إلا أنه لم يتأكد بعد ما إذا كانت مدينة البصرة (جنوبالعراق) ستستضيف البطولة بسبب استمرار تعليق النشاط الكروي في العراق من قبل اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا)، وطُرح ملف الكويت لتكون بديلة، في وقت مُنحت العراق مهلة ثلاثة أشهر لترتيب أوراق إستضافة البطولة وفك الحظر عن الملاعب العراقية. تصريحات بحرينية وغضب عراقي أثارت آراء الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد تجاه إقامة "خليجي 23" في العراق غضب المسؤولين العراقيين، وكان عيسى بن راشد أكد أنه لايؤيد إقامة البطولة هناك طالما أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، في حين جاءت ردة الفعل العراقية بمطالبة الشخصية البحرينية الشهيرة بالتأكد من معلوماته، وأكد رئيس اتحاد الكرة العراقي عبدالخالق مسعود على أن الأوضاع مستقرة في البصرة، وأن الأمور مواتية لإقامة الحدث هناك. معركة إعلامية واستبعاد اشتعلت معركة إعلامية بين منسق المنتخب الكويتي طلال المحطب ورئيس اتحاد الكرة الإماراتي يوسف السركال، لتتدخل اللجنة المنظمة وتستبعد المحطب من البطولة، قبل أن يدخل الرئيس الفخري لاتحاد الكرة الكويتي ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ويطلق تصريحات تجاه السركال، ومدافعاً عن المحطب، قبل أن ينتقد اللجنة المنظمة واتحاد الكرة السعودي ومدير البطولة أحمد الخميس، فيما رفض الأخير الرد على تصريحات الفهد. تدشين استاد خليفة أُزيح الستار عن التصميم الجديد لاستاد خليفة الدولي في العاصمة القطريةالدوحة على هامش البطولة، واحتضنت الرياض الحفل في بادرة وصفت بأنها تجسيد للعلاقة الأخوية التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي وتأكيد على أن مونديال 2022 هو مونديال الخليجيين والعرب، إذ يعد استاد خليفة أعرق ملاعب كرة القدم القطرية التي ستحتضن نهائيات كأس العالم 2022، وهو ثالث الاستادات التي يُكشف عن تصميمها حتى الآن. بلماضي.. المدرب النجم أجمع النقاد والمتابعون على أن المدرب الجزائري جمال بلماضي نجح في تسجيل نفسه كأفضل المدربين في البطولة، حتى قبل نجاحه وفريقه بالحصول على اللقب، إذ قدم بلماضي فريقاً مميزاً من الناحية الانضباطية، وفرض الفريق أسلوبه من خلال المستويات المتصاعدة التي قدمها في البطولة انتهاء بإحراز اللقب، فيما يعوّل القطريون كثيراً على المدرب الشاب حين يطير بالفريق إلى أستراليا للمشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا 2015 في يناير المقبل. اتفاق هلالي نصراوي سجلت الأندية السعودية حضوراً كبيراً في المواجهة النهائية التي جمعت منتخبها بالمنتخب القطري، بعد أن شهدت الأيام الأخيرة من البطولة تحركات عدة على مستوى الإعلام ومسؤولي الأندية من أجل مناشدة الجماهير بالحضور، ولفت البيان الهلالي النصراوي المشترك الأنظار، وهو الذي يعد حالة نادرة في تاريخ القطبين العاصميين، إذ طالب من خلاله الناديان الكبيران الجماهير بالحضور، في حين تواجد رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد ورئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، ورئيس الهلال السابق الأمير محمد بن فيصل، وساهمت عدد من الأندية بالحضور الكبير من خلال تسيير عدد من الحافلات إلى الملعب. الجمهور اليمني كان ملح البطولة العنابي استحق التتويج