يقوم مجموعة من اخصائيي الطب والعلاج النفسي الألمان بمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن المتضررين نفسيا بسبب الحرب التي شهدتها بلادهم من خلال مشروع "بلسم". وقال البروفيسور مالك بايبوي من قسم الطب النفسي والعلاج النفسي بمستشفى "شاريته" الألمانية بالعاصمة برلين: "قام أطباء تم تدريبهم لدينا بعلاج نحو 300 مريض في ثلاث مراكز صحية مختلفة بالعاصمة الأردنيةعمان". وأضاف بايبوي أن هناك فريق طبي مكون من عدة أشخاص يسافر منذ عام إلى عمان بمعدل كل شهرين لتدريب الأطباء هناك بشكل مكثف في دورات تستغرق أسبوعاً. وأوضح الطبيب الألماني: "أن نحو 40 بالمئة من المرضى هن نساء، و30 بالمئة أطفال ورجال"، مشيرا إلى أن الكثير منهم يعاني من حالة صدمة بسبب الحرب التي شهدتها بلدهم. تجدر الإشارة إلى أن علاج ما يسمى بصدمة الحرب يمثل المحور الرئيس للمؤتمر الذي تعقده الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب بالعاصمة برلين في الفترة بين 26 و29 من شهر نوفمبر الجاري. في شأن آخر قالت منظمة الصحة العالمية إن ثلاثة جرحى على الأقل اصيبوا قرب دمشق بمرض مداري ينتشر عن طريق الذباب لم يظهر من قبل في سورية. ويرجع انتشار مرض الدودة الحلزونية (النغف) الى تدهور النظام الصحي ومستوى مياه الشرب. وقالت المنظمة إن هذا المرض لا يهدد الحياة لكن ظهوره مؤشر على ما آلت إليه الأوضاع الصحية المتردية. وأظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت هذا الأسبوع طبيباً يزيل يرقات من الجزء الخلفي لفروة رأس طفلة جريحة و12 دودة تتلوى في وعاء صغير. وفي صور لاحقة تظهر الطفلة بعدما عاد شعرها للنمو وقد اصيبت ببقع صغيرة انحسر عنها الشعر. ونشرت الهيئة السورية للإعلام التي تصف نفسها بأنها الذراع الإعلامية لمجموعات المعارضة المسلحة في جنوب سورية الفيديو على موقع يوتيوب وقالت إنه تم تصويره في منطقة الغوطة التي تسيطر عليها قوات المعارضة شرقي دمشق. وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق في وقت متأخر الأربعاء "نشعر بالقلق الشديد ليس فقط على الحالات الثلاث لكن على الصحة العامة." وأضافت "نشعر بالقلق إزاء تدهور وضع المياه والنظام الصحي." ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين على الفور لطلب التعقيب. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الهلال الأحمر العربي السوري أبلغ عن الحالات الثلاث في منطقة الغوطة الشرقية الأسبوع الماضي وهو ما أكده أحد المتعاونين المحليين مع المنظمة. ويحدث مرض النغف عندما تعدي اليرقات الطائرة الجروح المفتوحة. وتشمل التدابير الوقائية استخدام المبيدات الحشرية لقتل الذباب وغسل الملابس في الماء الساخن أو كيها وهي إجراءات صعبة في المناطق التي تعاني نقصاً في المبيدات الحشرية والكهرباء والصابون. وقالت هوف "إذا كان هناك وصول ملائم لخدمات المياه والصحة فيمكن وقف (المرض).. تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تحسين مستوى المياه والنظام الصحي في المنطقة وتحاول ارسال أدوات للنظافة." وفي مثال على صعوبة الأوضاع قالت منظمة الصحة العالمية إن الجماعات المسلحة سيطرت على مصدرين رئيسيين لمياه الشرب لدمشق يوم الجمعة وقطعت ثلثي الإمدادات 28 ساعة. وأضافت المنظمة أن هناك مفاوضات منذ ذلك الحين بين الحكومة والجماعات المسلحة لاستعادة الامدادات بشكل كامل. وقدرت المنظمة أن حوالي 300 ألف شخص في المناطق الريفية جنوبيدمشق يعيشون بدون مياه شرب اثناء انقطاع الامدادات نظرا لأن الآبار حولت إلى شبكة لإمداد العاصمة بالمياه.