مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة يخطو خطوات حثيثة نحو تحقيق الأهداف التي رسمها له ولاة الأمر لهذه البلاد- حرسها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وقد كان من ضمن هذه الأهداف أن يكون هذا المجمع منطلقاً للأنشطة العلمية واللقاءات البحثية المَعْنِيَّة بدعم مسيرة كتاب الله وعلومه، إضافةً إلى طباعة القرآن الحكيم طباعة متقنة، نصَّاً دقيقاً بُذلت من أجله أرقى الخدمات العلمية الضافية، وإخراجاً لائقاً بمنزلته. وفي هذا اليوم الأغرّ يُضاف إلى منظومة عقد الندوات العلمية الجامعة التي يعقدها المجمع ندوة جديدة سابعة تحت عنوان: (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول) بعد أن سبقها مجموعة من الندوات واللقاءات التي أضافت علماً ومعرفة ؛ بما تحقق فيها من مناقشات وجلسات، وما أثمرت عنه من توصيات. وإذا كانت مؤسسات طباعة القرآن الكريم المتعددة ومراكزها المتخصصة، قد نهضت لتحقيق هذا الشرف العظيم لطباعة كتاب الله ، فلا ريب أنه اجتمع لديها خبرات ثَرَّة تتصل بفن الطباعة الذي ارتقى في عصرنا رُقياً عالياً، ومن الطبيعي أن تتطلع إلى تبادُل الخبرات ووجهات النظر مع أقرانها ؛ لتعزِّز أداءها وقدراتها، وترتقي في أداء مهامِّها إلى المنزلة المثلى . وهذه الندوة مجال رحب لتبادُل هذه الخبرات ، وتعزيز القدرات وقد استوعبت محاور الندوة وموضوعاتها الجوانب العلمية في طباعة المصحف الشريف ، كما استوعبت الطرق والأساليب الفنية التي تكفل الإخراج المتقن الذي يليق بكتاب الله . ومن توفيق الله عز وجل أن تشمل اهتمامات الندوة الوسائل التقنية الحديثة في نشر القرآن الكريم من برامج حاسوبية، ووسائل نشرٍ رقمية، وما يتعلق بالتوليد الآلي للخطوط الحاسوبية، وطرق حماية النسخ الرقمية من التحريف. هذا بالإضافة إلى إبراز جهود المجمع في مجال طباعة القرآن الكريم ونشره. وبفضل الله فإن مُخْرَجات هذا المجمع وآثاره قد عمَّت الآفاق، وامتدت تحقيقاته العلمية ومصنفاته إلى أيدي الباحثين والمختصين في القرآن الكريم وعلومه، وكل أولئك شاهد يدل على الجهود الموفقة المبذولة في هذا المجمع. وإنني إذ أدعو ضيوف الندوة وباحثيها لبذل المزيد من المتابعات لتحقيق أهداف الندوة، والخروج بتوصيات نوعية، آمُل أن يحث الجميع الخُطى للمزيد من الإنجازات العلمية والبحثية التي تنفع الناس، فتمكث في الأرض. كما أتقدم بالشكر الجزيل للأمانة العامة للمجمع ولجان الندوة على ما بذلوه من جهود موفقة للوصول بالندوة إلى المستوى اللائق. وختاماً أتَشرف بأن أتقدم بالشكر والتقدير والدعاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووليّ ولَيّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأسأل الله عز وجل لبلادنا المملكة العربية السعودية العز والتمكين والتوفيق والازدهار، والحمد لله رب العالمين. * وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف