أرى الحظ من ضيم الزمان عليل والطرف عن جل الخطوب كليل وعزمٍ ترى عن معضل الخطب واهن ورايٍ تلعثم والحصيل قليل وقلبٍ يقلب فوق جمرٍ من الغضا وجسمٍ من الهم الطويل نحيل من حيث لا اعلم نصيح من الملا ولا عاذلٍ افهم نباه عذيل ما غير جيرانٍ اشرارٍ تظاهروا بمكرٍ دعى حد الصقيل فليل جيران سوٍ خانوا العهد واجملوا بقوال بهت مالهن ضويل والزور ما يجلى صدا قلب حاقد وعن الكبد ما يبرد لهب غليل لو نال في حد المناجات مقصد فهو راجعٍ فكره عليه وبيل فيا من يناجي عند الاوكار همه يروم العلا للمعضلات تحيل لمحكم اصدور الرأي بالعقل ناظر ونقاض ما يبرم لهن فتيل افهم رعاك الله مني وصيه دلايل نصحٍ ما لهن مثيل أوصيك يا ذا المجد بالصبر والتقى وخذ الى بدلت المقام رحيل ترحل من الدنيا وآمالك الرجا وتقدم إلى الأخرى بغير حصيل واعلم بأن الغد حشرٍ وموقف وميزان قسطٍ ما يزال يميل ووصيك لا تصحب غريقٍ في الهوى من الجهل ما تامن عليك يعيل ما يمنعه دينٍ ولا عقد ذمه على مذهب اللوتي ادقاق غزيل بتفريق ذات البين يسعى وما جرا من افعال جيلٍ وارثه من جيل ضغاين حقدٍ كاتمه في صدورهم احذر وقلبك من أعداك وجيل واعلم بان الشر والخير سلفه ما سلفت مردودٍ عليك عجيل اختر لنفسك يا فتى الجود ما ترى وعقلك على بعض العقول فضيل وانذرك عن دارٍ لك اخلاق حيها ساءت وتسكنها تكون ذليل شريفهم نكاث عهدٍ وخيرهم من الزور والبهت الشنيع رذيل انا اقول ما يغضي على النقص ماجد ولا خيرٍ زاكي الفروع اصيل ولا عاقلٍ يرضى لنفسه أهانه بدارٍ ايداري نازل وسفيل اذا صار جار الدار فيها امسود وهل القول فيها مارج وبخيل فهي مثل عذراً غرها من جمالها سفاهةٍ ما ترعوي لخليل تبدي محاسنها وضافي جعودها ولافعلها في بعلها بجميل تسرك ثناياها ضحوكٍ لخدنها من العرض باعت عرضها بقليل واضحى مريض العرض طمعٍ بجالها حيث ابصرت من العيون ثليل فهو رايدٍ منها ليالي سرورها عجاريف خودٍ خالي بخليل وهي قبل ذا يا صاحبي من قبيله لها منصبٍ بالاولين سجيل وبع وصلها بالهجر وانجع لسيدها اذا كان ما ترضى لها بديل عساه يزجرها ويمحق لكيدها ومن صار والي العقد صار وكيل يجعلك منها بالمحافل امقدم عزيز وتدرك بالمضال جليل وابلغ سلامي عيد الانضا من بنى ارواق له المجد الاثيل نفيل هو الظل عن لفح السموم وهو ذرا من بات خالي والطلول تخيل تراه معلوم النقا معدن التقى تمام عقلٍ راجح وثقيل سراه الى دون الحجاز وما حوى نجدٍ ولا له بالشروق قبيل امامٍ ولى عقد الولايات يافع فلما تكهل فارس ونبيل مشيد منار المجد صعاد الى العلا بتسديد خلاة المقام كفيل تلوح شارات الندى في جبينه كما لاح بالركن اليمان اكليل بوجه تهلهل للانام بشاشه بلفظٍ له الدر الثمين عديل بذال معروفٍ للاجواد منهل به الجود ماجودٍ جداه جزيل عقل وسيع يقبل اعذار من جنا عليه لرباب المقام كفيل اجل عنك ما نرضى بحيٍ من الملا امام ولا نعطي المقاد عميل هو المنتها الملقا ذرانا وشيخنا امطمن هامات العدى بصقيل فيصل زعيم احلاف نجدٍ وقدها لمن زاعمه فيما حواه ايزيل فصال لوصال المعادي على التقى والغدر ما يلقى لديه سبيل وصال حبل المرتجي عند فاقته وقطاع حزمٍ للضديد نزيل ضو الدار عز الدار مبدي كدا العدى جرار جرد وسرد جيش وخيل في محفلٍ لجب كسى الجو نقعها كما نو مرتكبٍ غطاه جفيل اذا صبح الحي المنيع تفاقدوا مابين مجروحٍ وبين قتيل وان قيل سلطان الرعايا مبرز على الهجن والقب الجياد امشيل غدوا جميع البدو فتخٍ لكنهم من الذل والجفلا نفيض جفيل وردوا مناجيبٍ وعذرٍ لما جنوا وزكاة شرعٍ بعد ذا ونكيل يعلم جميع الحي حليا امامنا نبنوب غصنٍ مثمر وظليل من اغصان دوحة مجد منجد افروعها على أحياء نزارٍ نايف وطويل وعلى الواحد الباري ترى عرض شيخنا عن الغدر والجور الوخيم دخيل وصلوا على خير البرايا محمد عدد ما همل وامطر حقوق السيل وما شعشعة شمسٍ وما ناضب ارق وما رام قمري الحمام نخيل الشاعر: هو عبدالعزيز بن جاسر بن محمد بن ماضي من بني تميم من أهل القرن الثالث عشر الهجري كان أميراً في روضة سدير توفي عام 1267ه. مناسبة النص: جاء في تقديم النص"مما قال عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي راعي الروضة وهو عم تركي بن ماضي بالإمام فيصل بن تركي"ويتضمن النص دلالة على أن الشاعر يحث قريباً له للذهاب إلى الإمام فيصل بن تركي ليثبته على أمر بلدتهم بعد أن تغيرت أحوال بعض أهل البلدة، ويؤكد مبايعتهم وولاءهم للإمام فيصل ويمتدحه. دراسة النص: يشكو الشاعر تكالب الظروف وتغير الأحوال وأن هناك قوماً كانوا في جوارهم قد حصل منهم خلاف وغدر، ثم يوجه خطابه لشخص بما يفهم أنه أحد أقربائه ناصحاً له بالصبر والتقوى مذكراً إياه بخشية الله فنهاية الإنسان الفناء والحساب، ويوصيه أن لا يصاحب صاحب هوى فلن يكون بمأمن من غدره طالما لا يمنعه ديناً ولا عهد وذمه وان عليه الحذر من أعدائه فما زالت صدورهم مليئة بالضغينة والحقد، مذكراً إياه إن الجزاء من جنس العمل فمن يقدم شراً أو خيراً فهو سلفاً سيرد عليه مثله عاجلاً، وأن عليه أن يحكم عقله في جميع أموره ولا يرضى أن يبقى في بلد تسوء أخلاق أهلها عليه ففي ذلك ذل ولا يقبل الذل رجل ماجد أو ذو حسب ونسب وذو العقل لا يقبل أن يهان أو يصبر على تعريض السفهاء به، فعندما تكون السيادة والرأي لغير صاحب البلد فإن البلد أشبه ما تكون بالمرأة الجميلة التي أصابها الغرور بجمالها فزادت سفاهة بعرض مفاتنها للناس بما لا يرضي زوجها وإن ضحكت في وجه زوجها فقد أفرطت في عرضه بثمن بخس وطمع فيها أراذل القوم، فليس لها إلا أن يرفع أمرها لولي الأمر إذا كان لا يرضى لها بديلاً، وبذلك يحث قريبه على الذهاب إلى ولي الأمر الإمام فيصل بن تركي وهو الذي سيجعل له عزاً ويثبته على أمر البلدة ويجعله المقدم عليها، ثم أن الشاعر يحمل قريبه السلام إلى الإمام فيصل ممتدحاً كرمه وهو الذي بنى المجد الأشم فكان للشعب بمثابة الظل الوارف والحرز الدافئ الذي يلجأون إليه، ويمتدح رجاحة عقل الإمام فيصل وكيف أنه مد حكمه على أطراف الحجاز وجميع نجد وشرق الجزيرة العربية، وانه كان مارس أمور الحكم منذ كان يافعا حتى تقدم به السن جامعاً بين الفروسية والنبل ففي وجهه شارات الكرم وبشاشة للناس وحسن منطق وهو بذال للخير أشبه ما يكون بالمنهل الذي يقصده أهل الحاجة فيجود عليهم بالعطاء الوافر كما أن عقله الكبير يجعله يسامح ويقبل أعذار كل من أخطأ، ليؤكد أنهم لا يرضون غيره إماماً لهم مؤكدين بيعتهم له وممتدحاً شجاعته في دحر الأعداء وأن الغدر ليس من شيمة الإمام فيصل فهو يقود الجيوش الجرارة إلى الأعداء وينتصر عليهم، وكيف أنه عندما يخرج لتأديب العصاة من البادية فإنهم يسارعون لإرسال رسلهم معتذرين ومقدمين الزكاة الشرعية وما يفرضه عليهم من تنكيل، ثم يختم قصيدة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.