هل يمكن لمريض الصرع أن يمارس الرياضة؟ وما هي الأنشطة الرياضية التي يستطيع ممارستها؟ يتخوف كثير من مرضى الصرع من ممارسة الرياضة وهمهم الأكبر هو ماذا لوحدثت لي النوبة أثناء ممارسة الرياضة؟، ورغم أن هناك دراسات ألمانية تفيد بأن الرياضة يمكن أن تستخدم كعلاج للصرع إلا أن مرضى الصرع لا يزالون يتخوفون من هذا الأمر. وإنه لمن المعروف مدى فائدة الرياضة ومزاولتها على صحة الإنسان، وهذا الأمر ينطبق تماماً على مرضى الصرع، فهنالك عدة فوائد للرياضة نلخصها في النقاط الاّتية: تقلل من عدد نوبات التشنج وشدتها لدى مريض الصرع. تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام وهي من أحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة في علاج الصرع. تساعد في تقليل حالات الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم ومن حدتها، الأمرالذي قد يعاني منه مريض الصرع أكثر من الأصحاء. د. طارق أبا الخيل* كما تساعد الرياضة مع الحمية الغذائية الصحيحة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وغيره من أمراض العصر التي قد تصيب الإنسان الصحيح كما قد تصيب مرضى الصرع كذلك. الرياضة تفيد مرضى الصرع كغيرهم في أدوار أخرى نفسية واجتماعية، حيث ترى الدراسات الألمانية أن نوبة الصرع نادراً ما تنتاب المريض أثناء ممارسته للرياضة، بل يرون أنه يمكن الاستفادة من النواحي الإيجابية للرياضة، كنشاط جسدي وكذلك دورها في مساعدة مريض الصرع على تكوين العلاقات والاندماج في المجتمع. وقبل ممارسة أي نوع من النشاطات الرياضية يجب على المريض أن يستشير طبيبه المعالج وأن يذكر له نوع النشاط الذي يود أن يمارسه، وأن يكون المريض مدركاً لحقيقة أنه هناك رياضات لا ينصح لمريض الصرع بمزاولتها وخاصة من يعانون من كثرة النوبات، ونسبة هذه الفئة من المرضى هي أقل من 30% من اجمالي مرضى الصرع، وذلك عند مزاولة انشطة رياضية مثل السباحة، حمل الأثقال، الغطس، رياضة الدراجات وغيرها من الرياضات التي قد تصيب المريض بإصابات خطيرة نتيجة فقدان الوعي أثناء حدوث التشنج لا قدر الله، هذا في حالة المرضى ذوي النوبات المتكررة التي لا تستجيب للعلاج، بينما في الأنشطة الأقل خطورة مثل الركض فينصح بمراقبة المريض أثناء مزاولته للرياضة، بينما يتطلب الأمر في الألعاب الجماعية مثل كرة القدم إخبار المدرب أو مدير الفريق عن حالة المريض كي يتمكن من مساعدة المريض أثناء النوبة، كما يمكن أن يقوم بتطمين الآخرين من زملاء المريض ليصبح الجو ملائماً ومريحاً للجميع بمن فيهم مريض الصرع نفسه. كما أن على مريض الصرع أن يحرص أثناء الرياضة ألا يتعرض للجفاف، نقص الأوكسجين (خاصة لدى من يمارسون رياضة صعود المرتفعات)، انخفاض مستوى السكر في الدم أو ارتفاع درجة حرارة الجسم (كاستخدام الساونا لمدة طويلة) فهذه العوامل قد تزيد من خطر حدوث التشنج. ومن ذلك نستطيع القول بأنه يمكن لمريض الصرع مزاولة الرياضة تحت شروط معينة ووفق ضوابط يحددها التعاون والشفافية مع الطبيب المعالج للوصول لنشاط آمن ومفيد وأيضاً مساعد في العلاج. * قسم العلوم العصبية – وحدة مراقبة الصرع.