في دراسة استهدفت عددا من المكفوفين وضعاف البصر من مستفيدي جمعية إبصار الخيرية للتدريب والتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية قدم فريق بحثي من كلية الفنون بجامعة الملك عبدالعزيز بحثا مفصلا عن تفاعل شريحة المكفوفين مع البيئة المحيطة ومدى تهيئة الأماكن العامة لاستقبال وتنقل الكفيف بشكل مريح وسهل إضافة إلى فكرة تصميم معرض للفنون التشكيلية تخص فئة المكفوفين، حيث عبر العديد من أفراد الشريحة المدروسة عن قدرتهم على التعامل مع محيطهم من خلال حواسهم الأخرى. وقد أكد عدد من المكفوفين نجاح فكرة المعرض الفني الموجه لفئة فاقدي وضعاف البصر، بشرط أن تكون جميع المعروضات الفنية ملموسة أو مزودة بالصوتيات وذلك حتى يسهل تذوقها فنيا وهذا ما يتوق له العديد من المكفوفين ويمكن تزويد المعرض بقاعات تدريبية مخصصة للزائرين سواء من المبصرين أو فاقدي البصر وذلك بهدف توعوي سهل ومبسط وجذاب خصوصا إذا كان على هامش معرض فني ذي فكرة سامية كاستهداف استمتاع الكفيف بالفنون التشكيلية. وقد أظهرت الدراسة العديد من المشكلات المختلفة التي يجب الحول دون حدوثها لما لها من تأثير في حياة المعاق بصريا، كمشكلة اشتراط سعودة المرافقة للطالبة الجامعية الكفيفة، حيث إن هذا الشرط يتسبب في تغيير المرافقة الخاصة بالطالبة من فترة إلى أخرى بعد التعود عليها مما يؤثر سلبا على تلقي الطالبة كما أوضحت الطالبة شيماء عمر الطالبة بجامعة الملك عبدالعزيز أن الجامعة غير مهيأة لتنقل الطالبة الكفيفة فيجب إزالة أحواض المزروع كما يجب تعديل تصميم المباني ليلائم تنقل ضعيفات البصر والكفيفات. كما أوضح عدد من المكفوفين من الشريحة المقدمة جهل العديد من أفراد المجتمع لسهولة تأقلم الكفيف على حياته في حال وفرت له تهيئة جيدة للبيئة المحيطة من حيث الوصول الشامل حيث كانت تلك التهيئة مكانية أو من ناحية التعامل، حيث ان العديد من الأشخاص في الاماكن العامة لا يتوجهون بالكلام إلا لمرافق الكفيف كالأب وغيره كما لو أن الكفيف غير قادر على التواصل الإنساني. من جهته، أكد الأمين العام لجمعية إبصار الخيرية محمد توفيق بلو على جدوى التعاون بين القطاعات المختلفة والجمعية فيقول: إن نتائج الدراسة المقدمة من طالبات كلية الفنون تؤكد على أن لدى المكفوفين العديد من الآراء التي يجب أخذها بعين الاعتبار مشيداً بالتعاون بين جامعة الملك عبدالعزيز والجمعية نحو مجتمع واع يؤمن بقضية الكفيف وحقه في عيش حياة طبيعية كالمبصرين تماما.