الشاعر المصري الشهير أحمد رامي ذو الأصول التركية، ولد عام 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج في مدرسة المعلمين عام 1914 ثم ابتعث بعدها إلى جامعة السوربون في باريس لدراسة نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية التي اختار منها اللغة الفارسية، فساعدته في ترجمة "رباعيات عمر الخيام" كما عمل أمينا لعدة مكتبات، ثم عاد إلى مصر وعمل مستشارا للإذاعة المصرية ونائبا لرئيس دار الكتب المصرية. حصل الشاعر على درجة الدكتوراه الفخرية من الرئيس المصري الأسبق أنور السادات حيث منحه إياها في الفنون وأطلق عليه لقب "شاعر الشباب" وقد نال شاعر الشباب تقديرا عربيا وعالميا على نطاق واسع حيث حصل على عدة جوائز أدبية وتقديرية منها: "وسام الفنون والعلوم - وسام الكفاءة الفكرية - ميدالية الخلود الفني - وجائزة الدولة التقديرية" لكنه رغم كل ذلك التقدير الذي ناله قام بكسر قلمه وهجر الشعر والناس وجلس مريضا بالاكتئاب النفسي عام 1975 عندما رحلت الملهمة الأساسية له، كوكب الشرق أم كلثوم، وحتى وفاته عام 1981. اللافت للانتباه أن العلاقة بين أم كلثوم وأحمد رامي استمرت خمسين عاما لكنه رفض الزواج منها رغم حبه الشديد لها؛ لأنه مجرد رجل شرقي صميم، وكان دائما ما يجيب عن سؤال "لماذا لم تتزوجها؟" بأنه لو تزوجها سيكون الزواج سببا في اعتزالها الغناء لأنه لن يسمح لها كما تجري غالبا عادات الرجل الشرقي، فعزف عن الارتباط بمحبوبته، والأغرب من هذا أنه جمع بينها وبين زوجها الدكتور حسن الحفناوي! رامي الأنيق دائما في المقعد الثامن أمام أم كلثوم في حفلاتها وحيدا وسعيدا كيوم عيد، ولعل أم كلثوم ختمت تعاونها معه بأغنيتها "يا مسهرني" التي حملت لمسة عتاب رقيقة لعدم سؤالها عنه، وبعد أن ماتت أطال النظر في الخاتم الذي أهدته إياه يوم زفافه ثم كتب: ما جال في خاطري أني سأرثيها بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها قد كنتُ أسمعها تشدو فتطربني واليوم أسمعني أبكي وأبكيها وبي من الشًّجو.. من تغريد ملهمتي ما قد نسيت به الدنيا.. وما فيها وما ظننت وأحلامي تسامرني أني سأسهر في ذكرى لياليها يا درة الفن.. يا أبهى لآلئه سبحان ربي بديع الكون باريها مهما أراد بياني أن يصورها لا يستطيع لها وصفا وتشبيها!