تنتهز الولاياتالمتحدة وأستراليا واليابان فرصة انعقاد قمة مجموعة العشرين في بريزبن للتباحث في سبل ترسيخ التعاون العسكري في ما بينهما مما يمكن أن يثير امتعاض الصين التي لا تزال علاقاتها مع طوكيو تشهد توتراً كبيراً. ومن المفترض أن يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيسي وزراء اليابان شينزو ابي واستراليا توني ابوت، حسبما اعلن مسؤول كبير في الادارة الاميركية لوكالة فرانس برس. واضاف المسؤول ان "الحوار الثلاثي وسيلة جديدة وفريدة للافادة من قدرات الشراكة الاسيوية المهمة من اجل تحسين الأمن في المنطقة مثل الامن البحري والدفاع المضاد للصواريخ، وايضاً التعاون حول قضايا اخرى من بينها تنظيم الدولة الاسلامية واوكرانيا ووباء ايبولا ". وتابع المصدر نفسه ان "اعادة التوازن لا تشمل فقط نفوذ آسيا بل تشجيع الشركاء الآسيويين على العمل من اجل التاثير على النظام العالمي". ويفترض ان يعقد اللقاء الثلاثاء على هامش القمة التي سيشارك فيها اليوم السبت في بريزبن قادة دول وحكومات مجموعة العشرين، وهي الدول الاكثر ثراء في العالم من بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت يزداد فيه نفوذ الصين في العالم والمنطقة. وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أعلن في وقت سابق أمس أنه سيسعى لتعزيز العلاقات العسكرية لبلاده مع الولاياتالمتحدة واستراليا، وذلك بعد ايام فقط على لقاء رسمي مع الرئيس الصيني. واعرب آبي عن "عزمه على تعزيز التعاون بين الدول الثلاث"، وذلك في مقال نشرته صحيفة استراليان فايننشال ريفيو، وذلك "لإرساء أسس مستقبل سلمي آمن ومزدهر في منطقة آسيا المحيط الهادئ". وتأتي تصريحات آبي بعد أيام فقط على لقاء جمعه بالرئيس الصيني على خلفية العلاقات المتوترة بين البلدين من جهة، والعلاقات غير المستقرة أحياناً بين بكينوواشنطن من جهة أخرى. وعقد اللقاءان الرسميان بين هذين المسؤولين الاثنين والثلاثاء في اطار الاجتماع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا المحيط الهادئ (آبيك) وشهدا مصافحات فاترة. ولم يعقد آبي وشي جينبينغ اللذان توليا منصبيهما في الفترة نفسها تقريبا في اواخر 2012 ومطلع 2013، أي قمة ثنائية بينهما. ويمكن ان يثير تحسن العلاقات بين اليابانوالولاياتالمتحدة واستراليا إستياء الصين التي قد ترى فيه محاولة للحد من توسعها في المنطقة. وتدهورت العلاقات بين الصينواليابان خصوصاً بسبب خلاف حدودي حول السيادة على جزر دياويو (سينكاكو باليابانية) في بحر الصين الشرقي والتي تطالب بها بكين بينما تخضع لادارة طوكيو. وتبدي الصين قلقا خاصا لما تعتبره خطر "إعادة تسلح" اليابان تحت قيادة آبي الذي زاد ميزانية الدفاع بشكل ملحوظ منذ توليه السلطة. وفي ما يتعلق بالعلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة فهي لا تزال حسنة ولو أن البلدين يختلفان حول أمور عدة. ومن نقاط الخلاف التجارة في آسيا إذ تدعو كل منهما الى منطقة تبادل حر بقيادتها. وتدفع واشنطن باتجاه إقامة الشراكة بين دول الهادئ، وتشمل العديد من الدول باستثناء الصين وروسيا، بينما تدعو بكين الى مشروع شراكة آخر أقل تقدماً لكنه أكثر شمولية من المشروع الاميركي.