معرض الشارقة للكتاب في دورته33 هذا العام يستضيف كعادته نخبة من كتّاب وأدباء العالم وتشير المعطيات إلى تميز هذا المحفل الثقافي الكبير لهذا العام باستضافة الكاتب والروائي العالمي "دان براون" وأشار براون في محاضرة ألقاها أمام جمع غفير من المسؤولين والمثقفين قائلاً: إننا نعيش اليوم في فترة "مثيرة"، والخيط الذي كان يفصل بين الدين والعلم بدأ يختفي، حيث أصبح العلماء يتدخلون في كل شيء، دون قيود أو ضوابط، ولذلك فإنهما أصبحا شريكين، مضيفًا: "للدين والعلم لغتان مختلفتان، ولكنهما ترويان نفس القصة في محاولتهما تفسير ما يدور بالحياة، وفي هذا الزمن توثقت العلاقة أكثر بين هذين المفهومين، فنحن نعبد الله تعالى وفي كل لحظة لدينا فهم علمي أوسع لما يدور حولنا، بل يصعب علينا اليوم أن نتقبل كل شيء دون تفسير علمي واضح". فمن راقب وتابع حركة الثقافة في العالم لن يتجاهل دور هذا الكاتب العبقري وكلماته المذهلة وإطراء المعجبين في العالم عليه، ومنهم مؤلف رواية الرهينة الذي قال: لقد خلق دان براون عالماً غنياً بالتفاصيل المدهشة!. وكتب بلال رمضان: عن الفعاليات مشيراً إلى حضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأمسية الثقافية للكاتب الأمريكي دان براون، مؤلف الروايات الأكثر مبيعًا في العالم، والتي أقيمت يوم الخميس السادس من نوفمبر، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، فى مركز إكسبو الشارقة، وحضرها جمع كبير من مختلف الجنسيات. وتناول المؤلف الذي بيعت من أعماله أكثر من 200 مليون نسخة، سنوات عمره الأولى التي لعبت دوراً فى تعلّقه بالكتابة، وانشغاله بمحاولات تفسير العلاقة بين الدين والعلم، فى رواياته الست التي صدرت بين عامي 1998-2013: "الحصن الرقمي"، و"ملائكة وشياطين"، و"حقيقة الخديعة"، و"شيفرة دافنتشي"، و"الرمز المفقود"، و"الجحيم"، وقال إنه منذ طفولته كانت والدته تصطحبه باستمرار إلى الكنيسة، وتجذبه نحو التعلّق بالدين، فيما كان والده، يعمل في السلك التعليمي، وتخصصه في الرياضيات يدفعه إلى الاهتمام بالأرقام وتفسير كل ما يدور حوله. وفي الحقيقة لا يكشف دور المثقف إلا الموقع الاستراتيجي الذي يتواجد فيه فهو يتنقل عبر الإعلام الاجتماعي الذي يحمل تأثيرات وصراعات أيدلوجية تخضع إلى الأحداث الراهنة، وتشكل نقطة تحول من المثقف الكلي الذي ولد من رجل قانون نشأ عن الحقوقي الوجيه الذي يواجه الصراعات السياسية والاستبداد والتجاوزات فهو مثقف بالمعنى السياسي وليس الاجتماعي، حيث إن المثقف الخصوصي هو المصنّف حسب علاقته بالمؤسسة العلمية ويقتصر دوره على الصراعات الظرفية ويتعرض إلى خطر استغلاله من قبل السلطة السياسية لتغيير مواقفه ويظهر ذلك في عجزه عن إيجاد حل لأغلب المعوقات. ويمكننا القول هنا إن المثقف والكاتب في المجتمع العربي لا يعدو كونه مثقفاً خصوصياً يتعين عليه أن يكون أكثر أهمية ويتطور على قدر أهميته، ولذلك قال دان براون: إن أكبر مأساة في العالم أن تكون كاتباً.