الصيام من اهم النظم البيولوجية التي تدخل إلى الجسم من حين لآخر وتكشف الدكتورة عفاف عزت الاستاذ المساعد لكمياء الحيوية بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث ان ميكانيكية الصيام تؤكد انه احسن النظم الحيوية المفيدة لجسم الإنسان، لأن الصيام يعمل على تعديل وتحديث للمسارات الحيوية كنوع من المحاكاة التي يجب ان يسلكها الجسم للحصول على احتياجاته من الجلوكوز، بعد نفاد الكمية المتاحة منه بدم الإنسان، فيضطر الجسم إلى الحصول على الطاقة اللازمة له من مصادر اخرى، الامر الذي يجدد النظم الحيوية والبيولوجية داخل جسم الإنسان. وبشيء من التبسيط توضح د. عفاف ان جسم الإنسان في الحياة العادية يحصل على احتياجاته من الطاقة عن طريق التمثيل الغذائي للكربوهيدرات اي المواد النشوية، ثم الدهون، ولكن في حالة الصيام فان الجسم عندما يستنفد هذه المصادر يلجأ إلى الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بجميع عملياته الحيوية وانشطته المختلفة من البروتينات وما تحتويه من احماض دهنية، ليقوم الجسم بتحويلها إلى جلوكوز، فاذا نفد هذا المصدر البروتيني يلجأ الجسم إلى المركبات ذات الطاقة العالية الموجودة بالعضلات ثم الخلايا الدهنية الموجودة بالجسم، هكذا طوال فترة الصيام يسلك الجسم مسالك مختلفة للحفاظ على مستوى السكر في الدم، وضمان قيام الجسم بكافة وظائفه وعملياته الحيوية، ومستوى الاداء، من خلال توفير الطاقة اللازمة لكل ذلك. وترى الدكتورة عفاف ان قدرة الله تعالى تتجلى في هذه العملية الميكانيكية، فرغم انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، الا ان الجسم يحافظ على مستواه الواصل إلى المخ، لاعطائه الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه الحيوية المختلفة، الأمر الذي اكدته دراسات علمية عديدة من ان الصيام يمثل اعظم عملية تجديد وتنشيط للنظم البيولوجية للجسم، وتجديد قدرته على التحمل، وتغيير المسارات الحيوية بما يضمن للجسم القيام بوظائفه، وتتجلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى في أهمية الصيام للإنسان لإحداث توازن بين النظم البيولوجية داخل جسم الإنسان.