يتواصل تميز وتفوق مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والمبتعثين من الجهات الحكومية، محققين مكاسب مشرفة في حقول تخصصاتهم، إذ منحت الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان طالب الدكتوراه المبتعث يوسف بن محمد هوساوي جائزة "هاملتون فيرلي" كأفضل باحث على مستوى أوروبا في المؤتمر الوطني البريطاني لأبحاث السرطان الذي عقد في مدينة ليفربول. جائزة "هاملتون فيرلي لافضل باحثي المستقبل" سميت على اسم عالم وبروفيسور استرالي عاش في بريطانيا وكان له إسهامات عدة في مجال السرطان. وتمنح هذه الجائزة الشرفية لأفضل من قدم ملصقا علميا متخصصا بأبحاث السرطان، ويكون له نتائج نافعة للبشرية. ويتنافس على هذه الجائزة الكثير من الباحثين في هذا المجال من أوروبا على العموم وبريطانيا خصوصاً. وللترشيح لهذه الجائزة يجب أن تتوافر لدى المتقدم شروط معينة منها، أن يكون عضواً فعالاً في الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان وعضواً فعالاً في الجمعية الاوروبية لأبحاث السرطان لمدة لا تقل عن سنتين. وأن يكون للمتقدم إسهامات ومشاركات فعالة. يوسف هوساوي يدرس حالياً الأبحاث الجزيئية والجينات المسببة لسرطان الثدي ويحضر رسالة الدكتوراه في علاقة الجينات المشابهة لللإنسولين في مقاومة سرطان الثدي لدواء التاموكسفين. وعن فكرة البحث قال الطالب هوساوي ل"الرياض": "يعتبر دواء التاموكسفين هو خط العلاج الاول لمرضي سرطان الثدي، ولكن للأسف الشديد أخيراً اصبح 50 إلى 60 من مرضى سرطان الثدي يعانون من عودة السرطان لهم بعد 15 شهراً من العلاج بالتاموكسفين مع علاج الكيماوي. الكثير من الباحثين بدأوا بالبحث عن اسباب مقاومة السرطان لهذا الدواء، ثم بدأنا نحن بالبحث عن علاقة الجينات المشابهة للأنسولين في مقاومة التاموكسفين". هوساوي يحصد جائزة «هاملتون فيرلي» كأفضل باحث على مستوى أوروبا وسبق أن تم تكريم الطالب يوسف هوساوي من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة، لنشر بحث علمي في مجلة علمية إضافة إلى مشاركته بورقة علمية في المؤتمر السعودي السابع، وأخيراً قبول بحثه في أكبر مؤتمر متخصص بسرطان الثدي، المزمع تنظيمه في الولاياتالمتحدة في شهر سبتمبر المقبل، إذ سيشارك بورقة علمية وسيكون الممثل للمملكة. وحول حصوله على جائزة "هاملتون فيرلي" لافضل باحثي المستقبل، قال: "حصلت على هذه الجائزة وهذا من فضل الله عز وجل ثم بجهود سفير خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، ثم بدعم متواصل من الملحقية الثقافية في المملكة المتحدة؛ فأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع زملائي المبتعثين اتقدم لهم بخالص شكري وتقديري. ثم اتوجه بالشكر لوالديّ العزيزين واخواني وزملائي. اما الجائزة فإهديها لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده -حفظهم الله- اللذين كان لهما الفضل الاكبر بعد الله في حصولي على هذه الجائزة". أما الطالبة المبتعثة السعودية في المراحل النهائية في كلية الطب بجامعة ليدز، تخصص أبحاث الجينوم وسرطان الفم بجامعة ليدز البريطانية منار محمد سمان، فتوصلت إلى اكتشاف الخلل الجينومي المسبب لنوع نادر من أمراض سرطان الفم الذي ظل يعاني المرضى به صعوبة في التشخيص وعدم دقة العلاج. وشكرت سمان حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- على ما توليه من رعاية واهتمام بالطلاب والطالبات ومنحهم الفرصة للدراسة في الجامعات العالمية، مؤكدة أن هذه الثقة كانت في محلها، بدليل توالي الإبداع العلمي المستمر للمبتعثين حول العالم. وقالت: "إن كان من شكرٍ وعرفان.. فلله الواحد المنان، ثم للجهدِ الذي بذلتموه.. والوقت والمال الذي استثمرتموه، في برنامجكم الكريم.. للعلم والتعليم.. برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وما انجازاتنا إلا انعكاسٌ لوهجِ هذا البرنامج وتلألؤه." واضافت: "نعاهد الوطن على الاحتفاظِ بما وصلَنا إليه من شرفِ العلم، والسعي في نهلِ المزيد، ليتحولَ عملا في المستقبلِ، ويتبلورَ نفعاً للبشرية، وقبل هذا وذاك، سعياً في مرضاةِ اللهِ عز وجل". متوجهة بالشكر "لكل أبٍ وأم. جعلوا منا أرضاً تنبتُ فكراً يعرف الحق. لكل زوجٍ و زوجة. علمونا أن الحياة تحدٍ. وأن الحب تضحية. وأن المسؤولية مواجهة وشجاعة.. فكل الحب.. وعظيم الشكر والامتنان نهديكم". وإلى صاحبِ السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفيرِ خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، قالت سمان: "برعايتكم ومتابعتكم بلغنا أعلى المنازل وأرفعَ المراتب. لكم نطيلُ عنانَ الشكر ونرفعُ أعمدته. ولا يفوتني أن أخص بالشكر الركن الركين والسندَ المعين سعادة الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل. كان صدركَ لنا بحراً ووعدكَ لنا نذراً فأنبتَّ على طريق كفاحنا زهراً، حتى أعجزتنا شكراً". منار سمان تتحدى «صعوبات التشخيص» وتفك شيفرة نوع نادر من أمراض السرطان ويعمل اكتشاف المبتعثة سمان على أحدث تقنية لتحليل التسلسل الجينومي، المعروفة بتقنية الجيل الجديد للتسلسل الجينومي، ويكشف بحثها الخلل الكروموسومي والجينومي لنوع نادر من أمراض سرطان الفم، المسمى بسرطان الفم الثؤلولي، كما يعد هذا البحث الأول من نوعه على هذا المرض وباستخدام أكبر عدد عينات جمع من المصابين به بالتعاون مع جامعة تورن في إيطاليا، ومستشفى الملكة فيكتوريا في بريطانيا، ومستشفى الحرس الوطني بالمملكة. وقد تم تطبيق نتائج البحث اكلينيكياً وبفعالية في تشخيص هذا النوع من أمراض سرطان الفم وتفرقته عن نوع آخر من أمراض سرطان الفم يعد أكثر شيوعاً ويسمى بسرطان الخلايا الحرشفية، إذ توصلت دراسة المبتعثة سمان لمواطن الاختلاف الجينومي بين المرضين، التي ستسهم في التشخيص والتحديد الدقيق لنوع العلاج. يشار إلى أن الطالبة منار سمان نشرت أبحاثها في مجلات علمية محكمة في تخصص أبحاث سرطان الفم، إضافة الى كتابة فصل في كتاب متخصص بأبحاث السرطان والجينوم قيد النشر حالياً، وشاركت بملخصات علمية في الكثير من المؤتمرات في اوروبا والولاياتالمتحدة، علاوة على فوزها بالمركز الأول كأفضل ملصق علمي في المجال الطبي في مؤتمر الطلبة السعوديين السابع بأدنبره لهذا العام، وأشادت جامعة ليدز بذلك في موقعها الإلكتروني. وفي حفل تكريم سفارة خادم الحرمين الشريفين للطلبة المتميزين، الذي تزامن مع اليوم الوطني للمملكة، تم اختيار الطالبة سمان ضمن العشرة المتميزين الاوائل. المبتعث يوسف هوساوي وجائزة هارلي الطالبة منار سمان