الحبه السوداء هي بذور لنبات عشبي يدعى علميا (Nigella sativa) ولها العديد من الأسماء مثل حبه البركه والكمون الأسود والكراويه السوداء وتزرع في دول حوض البحر الأبيض المتوسط والسودان، ولها استخدامات عديده ومن أشهرها كمحسن للطعم للأجبان والفطائر والكيك. وفيها زيت يقدر وزنه بثلث وزن الحبه ينقسم لزيت طيار وزيت ثابت ويحضر بالعصر او بالاستخلاص في المعامل باشكال عديده لا حصر لها. أما الاستخدامات الطبيه فقط نبعت من الطب النبوي. ومن الاستخدامات الشعبيه: فاتحة للشهية ومدرة للبول والحليب والطمث ومجهضة وطاردة للغازات ومضادة للديدان وغيرها كثير. والجرعة المذكورة في الطب النبوي هي وزن درهمين أي حوالي ملعقة صغيرة يوميا للبالغين يوميا. وينصح بطحن الحبة أو سحقها قبل الاستخدام مباشرة. وتخزين الحبه السوداء أو زيوتها لفترات طويلة يفقدها فعاليتها حسب طول الفترة فيجب الحرص في ذلك. العلم الحديث أثبت العديد من الآثار الطبية للحبة السوداء كاملة أو لزيتها الكامل او الطيار وأشكال أخرى. غالبا استخدمت فيها حيوانات التجارب من الفئران والجرذان والتجارب في الانسان محدودة واستنتجت قدرة الحبة على حفز المناعة في الانسان بجرعة 1 جم مرتين يوميا لاربعة اسابيع. نفس الجرعة لم تؤثر على مستوى السكر والكوليسترول والدهنيات الثلاثية عند المتطوعين. في الأطفال تمكنت الحبة السوداء من القضاء على أنواع من الديدان المنتشرة في الأطفال بجرعة واحد فقط 40 مجم لكل كيلو أي حوالي 1 جم لطفل وزنه 20 كيلا. اما في حيوانات التجارب فان الجرعة غالبا ما تكون اكبر بكثير من الجرعة التي تستخدم في الانسان فيجب الحرص وعدم استخدام نفس الجرعة. ومن الآثار الطبية في حيوانات التجارب للحبة الكاملة: مضادة للفطريات والديدان ومدرة للحليب ومقاومة لالتهاب الكبد وتجلط أوعيته. أما الآثار الطبية للمستخلص المائي للحبة السوداء فقد أجريت الاختبارات في الجرذان وأثبتت قدرته على الوقاية من القرحات المعدية. كما أن اختبار المستخلص المائي في الأرانب المعالجة لاحداث مرض السكرالتجريبي أثبتت قدرته غلى خفض السكر ورفع الهرمون النشط للغدة الدرقية. أما في خنزير البحر الهندي فقد أحدث تعرض الحيوانات لبخار المستخلص المائي من الوقاية من السعال. وايضا اثبتت قدرته عند استخدامه بالفم في الحيوانات على منع نمو الفطريات في الكلى والكبد والطحال وأيضا منع حدوث الالتهابات الناتجة عن مواد معروفة. واكتشف أن بروتينات الحبة السوداء فهي فعاله في المختبر في احداث تنشيط لمناعة الخلايا اللمفاوية. تستخدم كمحسن للطعم وأما من ناحية الزيت الطيار ومكوناته فقد حفلت بالكثير من الابحاث على حيوانات التجارب. منها قدرة الزيت الطيار على تخفيض ضغط الدم الشرياني عن طريق التأثير على الجهاز العصبي المركزي وايضا قدرته على منع أعراض الربو عند حقنه بالعضل في خنزير غينيا ولكن عند حقنه وريديا للمفاجأة أحدث أعراض الربو وتسرع التنفس. ويحتاج هذا التأثير للمزيد من الدراسة لمعرفه المكون النافع في مرض الربو. ننتقل الى التجارب المتعلقة بحرارة الجسم حيث أثبتت قدرة الزيت الطيار على تخفيض حرارة الجسم في الفئران وايضا أحدث أحد مكونات الزيت الطيار ويدعى ألفا بينين نفس التأثير وهذا يشير الى قدرة الحبة السوداء لعلاج الحمى ولكن هذا يحتاج المزيد من التجارب. وايضا أثيتت التأثيرات الدوائية للزيت الطيار مثل القدرة على منع حدوث الالتهابات وخفض السكر وتخفيف اعراض مرض السكر في الجرذان التي أحدث فيها مرض السكر التجريبي. وكذلك التخفيف من حدوث أورام في الجرذان وقدرة الزيت على قتل خلايا السرطان. ومن الآثار الايجابية قدرة الزيت الطيار على منع نمو الخلايا البكتيرية والفطرية مثل أثر المضادات الحيوية. ومن الآثار العجيبة أن الزيت الطيار يؤدي لارتخاء الرحم ومنع تاثير هرمون الولادة وهذا يضاد ماورد من الاستخدامات الشعبية في قدره الحبة السوداء على حفز الاجهاض. ننتقل الى المواد الرئيسية في الزيت الطيار مثل ثايموكوينون وباراسيمين وألفا بينين وأثرها في حيوانات التجارب حيث تميز ثيموكوينون بآثار شبيهة بأثر الزيت الطيار على ضغط الدم والجهاز التنفسي وحفز افراز أملاح المرارة والقدرة غلى حماية الكبد من المواد السامة ومنع حدوث الالتهابات وقتل خلايا السرطان وحماية المعده وقتل البكتيريا والفطريات. في الجهاز التنفسي يعزى الاثر السمي للثيموكينون احداثه لأعراض الربو وهو أثر غير مرغوب فيه. ومن الآثار المتميزة للثيموكوينون قدرته على حفز افراز أملاح اليوريك وعلاج النقرس وأيضا حماية الكلية من دواء السرطان ذو الاثر على الكلى وحماية الكلى من الفشل وأيضا قدرته على تسكين الألم ومنع حدوث التشجنات في مرض الصرع التجريبي. أما آثار ألفا بينين فهي شبيهة باثر الزيت الطيار في تخفيف حرارة الجسم وتخفيض ضغط الدم وقتل البكتيريا وخلايا السرطان وايضا مضادته للالتهابات. ويشار الى قدرته على قتل البكتيريا المحدثه لأمراض الجلد وحب الشباب. ونظرا لأن ثايموكينون المكون الرئيسي للزيت الطيار احدث آثارا سمية فقد تمكن احد الباحثين من فصله عن الزيت الطيار وأحدث الزيت غير المحتوي على ثايموكوينون خفض ضغط الدم وتسرع التنفس بدون حدوث أعراض الربو. نستنتج قدرة الحبة السوداء في علاج العديد من الأمراض وهذا يحتاج الى تجربتها أو بعض مكوناتها في متطوعين ومقارنتها بالأدوية المعتمدة وينصح باستخدام الحبة كاملة بعد سحقها قبل الاستخدام مباشرة بجرعات معقولة ولفترات محدودة مع الحرص على المحصول الجديد وعدم استخدامها في مرض الربو الحاد حتى يتم السيطرة عليه. * صيدلي اكلينيكي مستشفى الملك فيصل التخصصي شجرة الحبة السوداء