من العجيب أن أول توثيق للتاريخ السويدي، وتدوين لاعتقادات السويديين وعاداتهم، قد كتبه أحد العرب من أهالي بغداد، زمن الخلافة العباسية، قبل أكثر من (ألف عام)، واسمه (أحمد بن فضلان)، حينما بعثه الخليفة العباسي، رسولاً من خليفة المسلمين الى ملك البلغار، فخطفه الفايكنج في مناطق غرب روسيا، وحملوه معهم إلى (ستوكهولم)، حيث حارب معهم آخر (أكلة لحوم البشر) في كهوف السويد، ودون تاريخهم وعاداتهم قبل أكثر من ألف عام، حينما كانوا جهلةً لا يعرفون القراءة والكتابة، وقد عُثر على مخطوطة الكتاب، وطبع بمسمى (سفير عربي إلى إسكندنافيا قبل 1000 عام)! وتوجد دلائل تشير إلى تأثر السويديين بالحضارة العربية، نتيجة العلاقات التجارية بين الفايكنج والدولة العباسية، وتوجد بعض الكلمات العربية تنطق باللهجة المصرية في لغتهم، من كلماتهم العربية: انتظر: استنا جيراننا: جرنَّا كما أن لديهم عادة التحية لمن يلاقونه في طريقهم، سواءً أكانوا يعرفونه أم لا يعرفونه، كعادة السلام عند المسلمين! و(السويديون) من (الآريين) الذين منهم الشعوب (الجرمانية)، وقد هاجرت هذه الشعوب، قبل أكثر من ألفي عام، من بلاد الآريين في آسيا الوسطى، منطقة أفغانستان وما جاورها حالياً، فدخل (الألمان) الجرمان إلى وسط أوروبا من الجنوب الشرقي، عن طريق غرب روسيا مروراً ببلغاريا والمجر، أما (السويديون والنرويجيون والفلنديون) فدخلوا مناطقهم الحالية في شمال أوروبا (اسكندنافيا) عن طريق شمال روسيا، وبحر البلطيق! والمدينة القديمة في ستوكهولم اسمها: (جملا ستان)، و(ستان) تعني في لغات وسط آسيا (أرض) أو (بلد)، حملوا هذه الكلمة معهم من مواطنهم الأصلية، التي نشأوا فيها، ثم هاجروا منها، فهي من أحافيرهم اللغوية! ولا يستبعد أن تكون (جملا) تعني (جمل) فيكون اسمها: (جملا ستان): (مدينة الجمل)! وبتلك الخصائص يصبح أبعد الأمم عن العرب مكانياً، أقربهم لهم في بعض الجوانب المشتركة، ويصبح الشعبان اللذان يقعان على طرفي نقيض، كقطبي المغناطيس، دينياً: بين أسمى درجات الإيمان، وأدنى مزالق الإلحاد. وأخلاقياً: بين قمة الالتزام والعفة، وقاع التحرر والإباحية. ومناخياً: بين الزمهرير القارس، حيث أدنى درجات الحرارة، والجحيم اللافح، حيث أعلى درجات الحرارة. يشتركان رغم ذلك التناقض في بعض التأثيرات المتبادلة، ما يدل على أن البشرية عبارة عن محيط يموج بالأديان والمعتقدات واللغات والعادات والتقاليد، وأن هذا المحيط كان ولا يزال تضرب أمواجه بعضها بعضاً، في صراعٍ أحياناً، وعناقٍ أحياناً أخرى، وفي كل الحالات تمتزج الأمواج، حتى يصبح محيط الإنسانية مثل محيط الماء، متجانساً تجانساً تاماً لا يشوبه اختلاف.